فعلى صعيد العلاقات الثنائية ستشكل الزيارة فرصة ثمينة لاعادة بناء هذه العلاقات على أسس سليمة بعد أن كان يعتريها بعض الجوانب السلبية , ولايقتصر الأمر على المحور السياسي بل أيضا دفع العلاقات الاقتصادية إلى الأمام , ولاسيما أن للبلدين مصالح مشتركة ووقعا في الماضي على اتفاقيات عديدة يجب تطويرها في مجالات مختلفة بدءاً من الطاقة والنفط وانتهاء بقطاعي النقل والطيران.
وفي المحور السياسي سيتمكن البلدان - وطبقاً للرغبة المشتركة وللمستجدات الايجابية في المنطقة - من أن يستثمرا دورهما وقوتهما ومكانتهما الاقليمية والدولية لتحقيق السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة انطلاقاً من دور سورية المحوري فيها من ناحية , واستناداً إلى دورفرنسا الفاعل على الصعيدين الأوروبي والأميركي من ناحية أخرى , وخصوصاً أن باريس تستطيع - نظراً لعلاقاتها مع واشنطن -أن تؤثر في القرار الأميركي والسياسة الأميركية بشكل ايجابي سواء في ملفات العراق وفلسطين أم في ملفات لبنان والسودان وايران وعموم المنطقة. وفيما يتعلق بمشروع » الاتحاد من أجل المتوسط« الذي ترفع لواءه فرنسا فإن سورية ترى أن الفكرة هي بالأساس ايجابية وليست سيئة ولكنها تحتاج إلى مزيد من التدقيق واضافة الكثير من المحاور -ولاسيما السياسي - لكي تكون ناجحة ويستفيد منها العرب مثل الأوروبيين , حتى يكتب لها النجاح , وبمعنى آخر فإن الاتحاد من أجل المتوسط يتطلب من الدول الأوروبية المعنية إضافة محور السلام في المنطقة على جدول أعماله حتى يمكن تحقيق الاستقرار فيها لأن كل الملفات متشابكة ومتكاملة ولايمكن فصل بعضها عن البعض الآخر.
واستناداً إلى هذه الرؤى المشتركة وبما يحقق المصالح المشتركة تأتي زيارة الرئيس الأسد إلى باريس مشكلة الخطوة المطلوبة للبناء عليها في المستقبل بمايخدم مصلحة البلدين والمنطقة برمتها.
ahmadh @ ureach .com