ثمة من يسأل عن سبب التعامل السلبي مع نشاط الصحافة وأجهزة الرقابة ولا سيما أن هذا النشاط يستهدف تطوير الأداء الإداري والفني والمالي للمؤسسات العامة لتمتين وتوسيع قاعدة التنمية والاقتصاد والارتقاء بمستوى الأداء نحو الأفضل. وعندما يكون الأمر كذلك لا بد من تشخيص أداء هذه الأجهزة ووصولاً إلى أسباب ما نسميه التعامل السلبي من قبل أصحاب الشأن.
الأمر الأول الذي يجب أن يكون الهاجس المشترك للجميع هو ضرورة أن تكون هناك علاقة مضطردة بين رقابة الأداء ورفع كفاءة الأجهزة المعنية من خلال تبادل الخبرات والوقوف على صعوبات العمل, وأيضاً ضرورة تطوير القدرات التنظيمية والفنية لهذه الأجهزة بما يتيح لها ممارسة الرقابة الشاملة وفق أسس مهنية وبمستوى عال من الكفاءة والفاعلية. وإذا أردنا أن نذهب إلى أبعد من ذلك نرى كذلك ضرورة أن تتوافر الرؤية الاستراتيجية الموحدة للأداء في أجهزة الدولة كي تتمكن من مواجهة التحديات أمام أجهزة الرقابة وتتعامل معها كفريق واحد وليس فريقاً للملاحقة واصطياد الأخطاء.
ولأن مثل هذه الملامح الأساسية تبدو غير حاضرة على أرض الواقع نجد من يقول إن بعض تقارير أجهزة الرقابة ورغم أهميتها لا يتم الأخذ بها وتهمل من قبل الجهات وتذهب جهود العاملين بالجهاز هدراً.
ولذلك فإن نتائج هذا التعامل السلبي تكرار الأخطاء والمخالفات وهدر الموارد وهو ما يتعارض مع برنامج الإصلاح الإداري, ويظل السبب الأساسي هو غياب الوعي بأهمية العمل الرقابي وإلى محاولة التهرب من المساءلة.!!
younesgg@maktoob.com