| مدينة الأدب رؤية فقد عرفت جميل ولاية مخرجاً من مؤسسي التلفزيون وعرفت فيما بعد دأبه على توثيق الموسيقا, وله سوابق كثيرة تلفزيونيا. ففي النصف الاول من الستينيات أعد وأخرج عدداً من البرامج الموسيقية كان بعضها بقالب درامي. ومنذ السطور الأولى لكتاب ( حلب بيت النغم) نلاحظ أسلوباً يكادأن يكون متفرداً في عرضه وتدوينه بعيداً عن المناهج التقليدية في البحث والتأليف , ولكنه يبقى في دائرة البحوث التوثيقية الموسوعية ويقسم الفصول ويربط بينها بسلاسة. ربما لا نفي حلب حقها إذا قلنا إنها مدينة النغم فقط مع أنها كذلك, فقط حلق الحلبيون في مختلف ميادين الادب والفن والعلم. ألم تكن حلب قبلة العلماء والادباء والفنانين منذ عشرات القرون .. مروراً بزمن سيف الدولة وحتى زمننا الحاضر? أليست حلب مدينة المتنبي والفارابي ونسيمي والكواكبي والأسدي ولؤي كيالي وفاخر عاقل? وعندما تأسس التلفزيون منذ نحو نصف قرن كان الحلبيون ركنا اساسيا من أركانه في الاخراج والاعداد والتمثيل. وأعرف من خلال متابعتي للسينما أن مشاهير السينمائيين كانوا من حلب .. اسماعيل انزور أول مخرج أكاديمي عربي واحمد عرفان أول مصور أكاديمي ومصطفى العقاد صاحب الرسالة وزميله في الدراسة رضا ميسر الذي اخرج نصف الافلام اللبنانية في زمنه. الى جانب هذا كله تبقى حلب مدينة النغم وبيت الطرب وفيما مضى كان المطربون العرب يتوجهون الى حلب ويعتبرون ان نجاحهم هناك هو النجاح الحقيقي. خطوة جميل ولاية في هذا الكتاب خطوة موسوعية مهمة تحتاج الى مجموعة من الباحثين , لكن جميل نجح في المهمة التي انتدب نفسه لها لانه يملك المعرفة والمصادر, أما الوقت فربما قضى عشرات السنوات في البحث والتدوين, فخلص الى نتيجة تستحق التقدير والاعجاب .
|
|