تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بعد الشرعية

البقعة الساخنة
الخميس 22-12-2011
مصطفى المقداد

شكلت القضية الفلسطينية المرجعية الشرعية الوحيدة لكل الحكومات والأنظمة العربية منذ ضياع الأراضي الفلسطينية وقيام حكومة العدوان عليها، وماقبلها،

وبقيت هذه المرجعية قائمة إلى حين قيام العراق بغزو الكويت حيث بدأت تظهر في الحكومات التي درجت علىتبني القضايا العربية الكبرى وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، حيث كان يخصص جزء من الميزانيات العامة لمعظم الدول العربية لدعم المقاومة الفلسطينية، فضلاً عن اقتطاع نسبة من رواتب الموظفين والعاملين الحكوميين، وتخصيص ضرائب مباشرة أو غيرمباشرة، يتم تنظيمها واعتمادها في الإدارات والبرلمانات والحكومات كلها..‏

ومنذ لحظة الغزو الأولى بدأت تظهر.. شعارات واضحة تعادي العروبة أصلاً وتتخذ من الموقف الرسمي لمنظمة التحرير الداعم للعراق أساساً في بدء الحملة اللاحقة على كل من فلسطين وقضيتها وعلى العروبة وجوهرها في نهاية الهدف.‏

وبالتتالي بدأت الحكومات تتنصل من مواقفها المرتبطة بالدفاع عن الحقوق الفلسطينية والمعاداة للصهيونية وكيانها العدواني وسادت نظرية الأمر الواقع بتفرد الفلسطينيين ومنظمة التحرير بداية ثم السلطة الفلسطينية لاحقاً بتمثيل أنفسهم وحدهم، وما يجمعهم، مع بقية الدول العربية إنما يندرج في إطار التعاون العربي.‏

ودخلت مرحلة الصراع العربي- الصهيوني مرحلة أكثر خطورة مع دخول الفلسطينيين في مفاوضات مع الإسرائيليين، وتوقيع اتفاقيات متتابعة لم تفض إلى نتائج حقيقية، الأمر الذي سمح بتبرير إقامة علاقات لأكثر من حكومة عربية مع حكومة العدوان وقيام حالات من التعاون والتنسيق في أكثر من موقف.‏

ومن الطبيعي أن يكون التنسيق ضاراً في مصلحة بقية الدول وخاصة الفلسطينيين أنفسهم، فلم يجنوا إلا مزيداً من الانتظار والخيبات فيما يستمر كيان العدوان في سلب الحقوق العربية، ومحاولة إخراجها خارج إطار الحقائق التاريخية..‏

وتأتي عمليات الحراك السياسي والاجتماعي في أكثرمن دولة عربية لتزيد من ابتعاد الرابط الأساس بين جميع أبناء الأمة العربية، وتناسي قضية فلسطين، والتسليم بالتخلي عنها عبر الاستفادة من حالة الحراك التي تلهب الشوارع العربية، وتوجه انتباهها نحو الداخل، ومحاولة تحويل اهتمامها الأساسي.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 مصطفى المقداد
مصطفى المقداد

القراءات: 11640
القراءات: 956
القراءات: 891
القراءات: 869
القراءات: 908
القراءات: 935
القراءات: 977
القراءات: 898
القراءات: 949
القراءات: 1010
القراءات: 969
القراءات: 961
القراءات: 978
القراءات: 977
القراءات: 982
القراءات: 1077
القراءات: 1010
القراءات: 1060
القراءات: 1068
القراءات: 1050
القراءات: 925
القراءات: 996
القراءات: 1042
القراءات: 1046
القراءات: 956
القراءات: 1096

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية