إلى آخر هذه الأهزوجة الجميلة التي تمثل عينا من عيون فلكلورنا السوري الغنائي.
لم أستطع ان امنع قدراً يسيراً من الفرح يتسلل إلي وانا أقرأ تفاصيل أمسية الملتقى الثاني للبزق، فاسم الملتقى والأسماء «القوية» المشاركة فيه يحيلانك إلى تأمل اللوحة السورية بألوانها وتفاصيلها الجمة.
وأنت تتأمل سيعتصر الحزن قلبك لما آلت إليه سوريتنا هذه التي نحبها, بتمازجها وغناها وبهويتها الواحدة الرفيعة المقام، التي يتفرع عنها ثراء من الأعراق والطوائف تسبّح في مجملها: سورية أمّنا وأبينا.
أطياف السوريين يعزفون في ثقافي دمّر على البزق وسط كل هذه العواصف الهوجاء من الداخل والخارج يعني أن ثمة مشيئة إلهية وإنسانية تريد لهذه «السورية» ان على الهويات العرقية والدينية والطائفية وعلى جميع جاحدي نعمها.
بين سطور خبر الملتقى رأيت بوابة من خشب الورد،الذي يصنع منه العود والبزق, للحفاوة بالموسيقا الكردية، لابصفتها وافدا جديدا على الغنى الموسيقي السوري، بل بوصفها عينا من عيون هذا التراث.
الملتقى لم يأت مداهنة ورياء لآلة دون أخرى،جاء في سياقات الغنى الاجتماعي الذي يكتنف سورية بأعراقها ودياناتها المختلفة, وانا قرأته صوتا جماعيا يعبر عن مجمل خصوبة تلك اللوحة، وما أظن المقامات المتعالية إلا ابتهالات ودعوات لبقاء اللوحة السورية نضرة لا يشوبها سواد, وكانت الريشة كردية هذه المرة.