تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أنقذوا أنفسكم من أنفسكم

معاً على الطريق
الخميس 7/8/2008
عبد النبي حجازي

باع جحا داره مشترطاً على المشتري أن يترك له مسماراً في حائطٍ داخلها فوافق الرجل, وبعد أيام جاءه زائراً يطلب منه أن يطمئن على مسماره فرحب به وقدم له الطعام,

ولم تمض أيام قلائل حتى جاء يزوره مرة أخرى, وبعد الطعام فوجئ به يخلع جبته ويفرشها على الأرض متهيَّئاً للنوم, نظر إليه الرجل مستغرباً, فقال جحا :» سأنام في ظل مسماري!!« وأخذت الزيارات تتكرر, وجحا يختار أوقات الطعام ليطمئن على المسمار, حتى ضاق به الرجل فقال له:» ها أنذا أترك لك الدار بما فيها«.‏

أباح (دبليو بوش) والمحافظون الجدد المتصهينون إبادة كل من لا ينتمي إلى (ملتهم),وهدروا دمه, وسموا الإرهاب-كما نعلم-بأنه كل مقاومة لأي عدوان على شعبٍ آمن في عقر داره, ونشطت وسائل الإعلام المشبوهة بالدعوة إلى الإذعان للعدو في العراق بعد أن دمروه وشتتوا شعبه وسموه(استقراراً) بروح طائفية(نكاية بصدام)..‏

وراح الإعلام (الإسلامي) بما فيه المواقع الإلكترونية يتحدث عن تحريم قتل النفس داعياً إلى (الاستسلام) والخنوع بأدلة من القرآن والحديث بطريقة » لا تقربوا الصلاة..« ,واحتدم الاقتتال بين الإخوة (الأعداء) في فلسطين, وتناوبت ناره بين الشبوب والخمود وبين الكمون والإرهاص في أصقاع عربية أخرى, وغلى الألم في قلوب المواطنين العرب حتى بدونا كأننا مدمنون فقدوا أحاسيسهم وتبلدوا وأرخوا رؤوسهم ينتظرون زلزالاً جديداً أو زلزالاً خامداً يوشك أن يثور.‏

إن صوت تلك الأعرابية التي قالت لأحد الخلفاء: »كبت الله كلّ عدوِّ لك إلا نفسك«لايزال يدوي في صدر كل من ينوي الاشتباك بأبناء وطنه متحرشاً أو مرابطاً لأي سبب, ويبدو لي أن الاستعمار ترك (مسمار جحا) في بلادنا العربية و(الإسلامية) التي كانت محتلة أو شبه محتلة أو التي لاتزال محتلة, وما (مسمار جحا) إلا كل جاسوس أو خائن أو عميل أو من فيه (حمق) لا يفرق بين أمامه وخلفه.‏

ويتلقّى الاستعمار طعنة فيروغ عنها وتتوارى وكما يفعل (أبو بريص) الذي هدته غريزته إلى أن يقطع ذنبه ويتركه يتلوّى ويضطرب ليضلل(ملاحقيه) أنه مات, ولكم أن تتخيلوا من هم (أذناب أبو بريص), انهم أولئك المتناحرون الحمقى الذين تلعب برؤوسهم النزوات سواء كان تناحرهم بسبب خلافات (أيديولوجية) أو سياسية أو حزازات (صفيقة) طائفية أو دينية, وبخاصة أولئك الذين يوقعون الضحايا ويختطف بعضهم بعضاً نيابة عن العدو الذي تركوه يسرح ويمرح, ويختلط فيهم ذوو النيات الحسنة بالجواسيس والخونة والصامتين الثابتين الذين تُروى عن أمثالهم حكاية مفادها» أنه في إحدى الدول إن أرادوا يختبروا المتقدمين إلى الشرطة وضعوهم في غرفة كبيرة وفجأة أطفؤوا الأضواء وأخرجوا أصواتاً مجلجلة وعندما أناروها وجدوهم جميعاً مختبئين في الزوايا وتحت الكراسي ما عدا واحداً لايزال جالساً على كرسيه فقال له القيِّم: » قم أنت الفائز« وإذا بالماء يسيل من تحته«.‏

ارحموا أنفسكم وأولادكم وأحفادكم من غضبة التاريخ, وتذكروا قول المتنبي:‏

من يهن يسهل الهوان عليه‏

ما لجرح بميت إيلام.‏

anhijazi@gmail.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 عبد النبي حجازي
عبد النبي حجازي

القراءات: 2148
القراءات: 1086
القراءات: 1096
القراءات: 1083
القراءات: 1287
القراءات: 1111
القراءات: 1047
القراءات: 1332
القراءات: 1299
القراءات: 1152
القراءات: 1682
القراءات: 1208
القراءات: 1770
القراءات: 1250
القراءات: 1206
القراءات: 1307
القراءات: 1245
القراءات: 1328
القراءات: 1312
القراءات: 1322
القراءات: 1538
القراءات: 1696
القراءات: 1484
القراءات: 1402
القراءات: 1834

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية