| نفير المبدعين رؤية بغض النظر عن وجهته فيها , فالشاعر يتنكر لزميله وكذا يفعل القاص والتشكيلي ,وكأنهم في حالة صراع لبقاء الاقوى لا في تنافس وتحريض ينتجان الاصلح والأبدع . وهذا الحال أفرز نوعا من التمذهب الادبي بحيث غدا لكل صنعة اربابها من النقاد والمروجين والمسوقين , وعليه يستحيل على الوافدين الجدد ابراز مواهبهم ما لم ينضووا تحت جناح مرجعية ما , والا سيرقدون في الظل طويلا ..طويلا. ولأن طبيعة الناس الاختلاف نجد ان مربعات اللوحة الثقافية لاتتشابه كلها , فالكبار والاكثر حراكاً ثقافياً ينظرون الى الآخر بوصفه شريكاً في الابداع , ومكملا له , فأدونيس ومنذ يومين يقول ان اعجابه يزداد يوماً بعد آخر ببدوي الجبل , وفي ايام مضت قال نزار قباني الشيء ذاته عن عمر أبي ريشة, وكأن شعور الاشلاء عند المبدع الحقيقي عينه من تتفيه نتاج الآخرين ليعيش في طمأنينة وسلام بعيداً عن نفير حرب التدمير واستنفارها .
|
|