تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هذا شأننا وليس شأنهم

الافتتاحية
الخميس 7/8/2008
بقلم رئيس التحرير: أسعد عبود

السيد الرئيس بشار الأسد في تركيا .. في إيران .. في جولة عربية .. تتعدد الزيارات .. يستمر النشاط والتحرك .. وتتعدد القراءات والاستنتاجات وابتكارات الاندهاش .. حتى ليبدو الأمر وكأن الطبيعي ألا تتبادل دول المنطقة الزيارات ولقاءات القمة ومواثيق التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي ... إلخ.

لماذا الاندهاش..?!‏

المفترض هو العكس .. يعني المثير للدهشة فعلاً, هو استقطاب المنطقة زيارات قادة الغرب .. المسؤولين الأميركيين مثلاً على وجه التحديد .. أخشى أن تصل السيدة رايس قبل أن يصل ما أقوله .. حتى أن معنيين نصحوها أن تنشىء لها مكتباً هنا يوفر عليها عناء الذهاب والإياب .. لكن .. لا حاجة .. فمكاتبها كثيرة!!‏

إذا قفزوا فوق الحقائق كلها, فهل يستطيعون القفز فوق حقائق الجغرافيا? .. هل ثمة أبسط وأكثر واقعية من القول: إن سورية وتركيا وإيران والعراق ... و ... إلخ .. هي دول المنطقة وهي المعنية بشؤونها,وحتى صاحبة المصلحة في استقرارها .. وهي المتأثرة بالقرارات الكارثية التي تتخذ من البعيد لزعزعة شؤونها?..‏

من الذي يدفع اليوم, ثمن ما يجري في العراق?!‏

أليس الشعب العراقي أولاً ومن ثم دول المنطقة..?!‏

ألم يكن قرار غزو العراق .. هو الإجراء القسري المتحدي لرغبة دول المنطقة وجهودها في البحث عن الاستقرار لها?!‏

هل كانت إيران مع الحرب على العراق .. رغم ما كان بينها وبين الرئيس العراقي صدام حسين..‏

هل كانت تركيا مع الحرب على العراق..?!‏

ألم تعلن سورية بوضوح وجلاء, وعلى لسان رئيسها, بأن رمال العراق مستنقع يصعب الخروج منه.. وتقف بوضوح ضد تلك الحرب..‏

مع ذلك كله .. خلقوا غشاوة على أعينهم وأعين العالم وجاؤوا بدمارهم إلى العراق يبحثون عن أسلحة الدمار الشامل, وما وجدوا شيئاً.. فكان الثمن غالياً كي تزول تلك الغشاوة.. أي كارثة يمكن أن تكون, وهم يستعيرون تلك الغشاوة مرة أخرى ليضعوها أمام أعين العالم في بحثهم عن أسلحة دمار شامل يراد تصنيعها في المنطقة..‏

بل هي غشاوة تريهم ما لاوجود له في دول المنطقة وتخفي - ولاتخفي- عن أعينهم ترسانة الأسلحة النووية الإسرائيلية.‏

ينفخون في أبواقهم ليثيروا الدخان , ثم يقدمون قراءتهم على أساس أن لا دخان بلانار.. والدخان دخانهم, والنار نارهم.. ولكن.. بيئتنا تترك لهم فرصة بعث الدخان, وقراءة النار. أكثر من ذلك ففي بيئتنا من يسهّل مهمتهم ويعمل بوقاً لهم.. تحت شعار حرية الإعلام.. وفعل الذكاء الخارق في الاستنتاج والتقدير, يعني في التضليل.‏

أن تقدم دول المنطقة على قراءة واقعها والتعامل معه والبحث عن الاستقرار فيها وإبعادها عن أسلحة الدمار الشامل وإخلائها منها.. وإقامة السلام العادل والشامل, وإنهاء كل أشكال الاحتلالات والأعمال العسكرية المسلحة, هذا شأنها بل شؤونها التي لا نحتاج الى تحليلات وشروح واستنتاجات.. فلماذا لاتوفر تلك الأبواق مواهبها?!‏

سورية.. إيران.. وتركيا .. في التاريخ السياسي المعاصر كل منها تبحث عن استقرار المنطقة, ولقاؤها فيما بينها ومع غيرها هو الطبيعي والضروري وعكسه هو غير الطبيعي.‏

الرئيس الأسد في تركيا بعد إيران.. تلك هي همّة القائد الحريص على أمن المنطقة واستقرار دولها ومصالح شعوبها.. وتلك هي السياسة الواضحة التي لاتقبل الاستنتاجات.‏

سورية تسعى للسلام الشامل الذي لايترك بقعة احتلال واحدة.. وتحرص على حقوق دول المنطقة في الأمن والتنمية واستخدام الوسائل العلمية للتطور, بما فيها استخدام الطاقة النووية وفق المواثيق الدولية.. وللتعاون الاقتصادي بلاحدود.‏

ما الذي يستنتجونه أبعد من ذلك?!‏

لاشيء..?!‏

a-abboud@scs-net.org‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 07/08/2008 02:40

نعم هو شأننا, وكان أيضا شأنهم لكن الإخوة تخلوا عنه, وهكذا مقال يستحضرني كيف كان بشلتنا زمن المراهقة من أهو أنظف واحد فينا , وثيابه ارتب من كل ثيابنا, ومع ذلك كان هو اكثر الأفراد مسار التهجم وملطشة الإنتقاد عليه وفيه وعلى الطالع والنازل, وكل هذا لأن وجود النظيف فاعلا لجانب الوسخ فإنه يثير الوسخ لالينظف نفسه بل ليبث نفوره من النظيف الذي يذكره بوجوده معه كم هو وسخ.

وفيق , الضيعة |  اذا كان منزلك من زجاج فلا تضرب الناس بالحجارة | 10/08/2008 15:19

الله ينصر الدولة الصديقة روسيا الاتحادية في حربها على العدوان والحرب بالوكالة التي تشنها جورجيا (الزجاجية) عليها , الا ان روسيا تعرف كيف تكسر انف امريكا الطويل والذي فقد حاسته نتيجة الاوساخ التي وضع نفسه فيها .

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 689
القراءات: 715
القراءات: 690
القراءات: 787
القراءات: 646
القراءات: 762
القراءات: 705
القراءات: 759
القراءات: 691
القراءات: 728
القراءات: 628
القراءات: 723
القراءات: 716
القراءات: 686
القراءات: 726
القراءات: 858
القراءات: 603
القراءات: 901
القراءات: 1060
القراءات: 802
القراءات: 765
القراءات: 1074
القراءات: 970
القراءات: 751
القراءات: 904

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية