والجميع في ادارة بوش ومن يدور في فلكها يذهب في هذا المنحى ويتذرع بالذرائع ذاتها والحجج المزعومة نفسها, وأولها حرص واشنطن على استتباب الأمن في العراق وتحقيق الاستقرار في ربوعه , والقول بأن الانسحاب سينشر الفوضى العارمة في شماله ووسطه وجنوبه , وكأن العراق لا يعيش اليوم في ظل الاحتلال أسوأ أنواع الفوضى , أو أن شعبه يتمتع بكل مقومات الحرية والأمن والأمان وسيؤدي الانسحاب إلى حرمانه من كل (النعم) التي جاء الاحتلال بها.
إن المفارقة الصارخة في سياسات الادارة الاميركية أنها تدرك جيداً أن احتلالها للعراق أدى إلى كارثة حلت بشعبه, وأن معافاته من آثار الغزو المأساوية قد لا تتحقق إلا بعد عقود من الزمن ,وستتأثر أجيال العراق القادمة بهذه النتائج مهما حملت السنوات القادمة من محاولات لتصحيح الخلل الذي أحدثه الاحتلال البغيض.
لكن تبقى المفارقة الأكثر مرارة أن يقوم أقطاب هذه الادارة بتزييف الحقائق والترويج لمقولات الحرية ,والمساواة ,والأمن والاستقرار, والحرص على الديمقراطية متجاهلين أنهم قتلوا أكثر من مليون عراقي وشردوا أكثر من خمسة ملايين ودمروا مؤسسات الدولة واقتصادها, وحاولوا نشر الفتنة المذهبية والقومية بين أبناء الشعب الواحد, فإلى متى سيبقى هؤلاء يعزفون على هذه الأوتار رغم أن كذبهم أصبح مكشوفاً حتى للرأي العام الاميركي ذاته?!
ahmadh @ ureach. com