تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ضغط الأسعار

على الملأ
الأحد 13/4/2008
مصطفى المقداد

تضغط الأسعاربصورة متزايدة , و تصبغ حياتنا اليومية بكثير من الوان التشاؤم و الشقاء . فالمواطن السوري يرزح تحت التأثير السلبي لارتفاع الاسعار منذ اكثر من عام بصورة متنامية , الامر الذي شكل قناعات باستمرار هذا الحال , و عدم وجود فرص لبوادر امل بتحقيق انفراجات محتملة في المستقبل القريب .

فهل ثمة ما يعزز هذه القناعات ? ام ان احتمالات الخروج من هذا النفق ممكنة? و ماهي الاجراءات التي قد تساعد على تجاوز هذه المرحلة ?.‏

أعترف شخصيا بان الحكومة ممثلة في مؤسسات وزارة الاقتصاد و التجارة قامت بدور كبير في الحفاظ على توازن اسعار المواد الاستهلاكية بصورة معقولة , و قد تدخلت ايجابيا في اعادة كثير من الاسعار الى المستوى المطلوب , و هذا ما حصل بشكل لافت في الاجراءات التي نفذتها المؤسسة العامة للخزن و التسويق من خلال افتتاح صالات بيع جديدة , و توزيعها على كثير من المناطق, فضلا عن قيام سياراتها بالبيع بصورة مباشرة للمواطنين في كثير من الاحياء حيث لايتوفر فيها صالات او منافذ للبيع, و مازالت اسعار المواد الاساسية في هذه الصالات اقل من الاسواق الشعبية بنسبة كبيرة.‏

و لكن هذا التدخل مازال دون الحد المطلوب و لا يحقق الاهداف الحقيقية للحكومة في تحقيق التوازن ما بين الدخل و الانفاق بالنسبة للمواطن العادي , و خاصة ذوي الدخل المحدود في ظل تراجع فرص العمل و ارتفاع نسبة البطالة , و زيادة معدل التضخم ليس في سوريةوحدها و لكن في جميع دول العالم .‏

و تدرس الحكومة بكثير من الهدوء اصدار حزمة من القوانين و التشريعات و القوانين الهادفة الى ردم الهوة الموجودة حاليا ما بين معدلات الدخول و الاحتياجات الاسرية , و هذه الاجراءات تتضمن موازنة ما بين اعادة توزيع الدعم للمواد الاساسية ( وقود , قمح , سكر, رز ) و غيرها و بين زيادة الرواتب و الاجور للموظفين و دعم احتياجات غير الموظفين و لا سيما في مجال الطاقة , و منها المازوت بصورة اساسية .‏

و الاجراءات المفترضة ينبغي لها ان تحقق العدالة للمواطنين بصورة كاملة , و الحفاظ على ثروة و اموال الدولة من الهدر و الضياع , و لا سيما ما نتعرض له من تعديات المهربين و المتلاعبين بأقوات المواطنين على السواء. و هنا مكمن الصعوبة في تحقيق هذه المعادلة المعقدة.‏

الامر ليس سهلا . فثمة متلاعبون ينهبون مليارات الليرات دون ان تفيد الاجراءات القانونية في الحد من تخريبهم , مما يعني ضرورة اتخاذ اجراءات صارمة , تحتاج مزيدا من الشجاعة من جهة, و قدرة على احتمال نتائجها في مراحلها الاولى من قبل المواطنين من جهة ثانية.‏

و باعتقادي ان الايام القادمة حبلى بالكثير من القرارات التي تحتاج كثيرا من التعقل في التعاطي معها في الوصول الى تحقيق المعادلة الصعبة.‏

و نحن في سورية مررنا سابقا بظروف ضاغطة تركت المؤثرات الخارجية منعكساتها على الوضع الداخلي , و قد تجاوزناها بكثير من القدرة على المواجهة , و نحن قادرون على تجاوز اثارها أو آثار مماثلاتها في الراهن من الايام .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 مصطفى المقداد
مصطفى المقداد

القراءات: 11538
القراءات: 909
القراءات: 845
القراءات: 821
القراءات: 861
القراءات: 891
القراءات: 929
القراءات: 852
القراءات: 903
القراءات: 968
القراءات: 913
القراءات: 910
القراءات: 928
القراءات: 929
القراءات: 935
القراءات: 1027
القراءات: 958
القراءات: 1009
القراءات: 1027
القراءات: 1009
القراءات: 881
القراءات: 952
القراءات: 998
القراءات: 994
القراءات: 903
القراءات: 1048

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية