فهل يمكن لثقافتنا أن تستمر بمكوناتها وملامحها وأدواتها الحالية...؟ وماهي ملامح الثقافة الجديدة...؟
لاشك أننا بعد كل الذي عشناه... ومازلنا نعيش ظلاله وتأثيراته... نحتاج إلى بعد ثقافي مختلف... إلى أسئلة تستمد من الراهن شرعيتها... من قتامته... وكوارثه التي أظهرت عمق المشكلات التي تعاني منها ثقافتنا...
من يحددها...؟ من يطرحها؟ أي مثقف؟ وهل بالإمكان أن يعيد المثقف القديم إنتاج مشاريعه تماشياً مع تحولات جديدة... مستنا... ونسفت مفاهيمنا وشكلتنا مجدداً...!
لم نعد نحتاج الى أسئلة تخلخل الراهن بغية إعادة إنتاجه... لم نعد نحتاج الى إعادة قراءة التراث العربي... إلى تفادي مخاطر العولمة...، أسئلة الهوية... والانتماء، والخصوصية القومية.... لم يعد لها نفس المدلولات السابقة....
مااعتقدناه صالح ثقافياً... أثبت عجزه في مواجهة تسونامي ضربنا على غفلة منا...
تطورات سريعة، متلاحقة.. صعقتنا... وجعلتنا نعيد النظر بكل ما آمنا به يوماً... بكل ما اعتبرناه مبدأ ثابتاً... بكل مابنينا عليه أماننا واطمئنانا... هانحن نعيش انتكاسات على كل المستويات لم نعتقد أننا سنخوضها يوماً...ولم نكن مهيئين لها....!
ماالذي فعلته ثقافتنا في خضم هذا كله... كيف استنفرت طاقتها؟
وكيف تجهز مثقفونا؟
اعتكفوا... وثقافتنا بدت وكأنها غير معنية بكل مايحدث؟
هل تتهيأ بصمت لأوان جديد...؟
هل جددت نفسها في مواجهة المخاطر... هل يبدو انها قادرة على تجاوز أزمتها خاصة فيما يتعلق بتنمية قيم الحوار والتعددية... وقبول الرأي الآخر...والانفتاح على القيم الانسانية...
تحتاج ثقافتنا إلى إثبات حيويتها... وإعادة طرح أسئلتها بما يتواءم والتغيرات...لتبرهن على قدرتها على التجدد والتطور... والمساهمة بشكل حقيقي في إغناء الفكر الإنساني... وهو يعيش أقسى لحظاته وأحرجها!
soadzz@yahoo.com