تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بين ثقافات ثلاث

معاً على الطريق
الأربعاء 27 /9/2006م
غسان الشامي

من يراقب مايجري في لبنان تنكشف أمامه تباينات السياسة والثقافة معاً, فثقافة النصر رغم الخراب والدمار تبدت في مهرجان الضاحية, إن في تلبية من عادوا بعد ساعات إلى قراهم, ولبّوا في ساعات دعوة من دعاهم, أو في تحدي نصرالله لمن راهنوا على اختبائه, وقبلها راهنوا على تصفيته, أو تحجيم المقاومة.

ثقافة الانتصار تحتاج إلى مقاومين حقيقيين, إيمانياً وعقائدياً وعملياتياً, وهي تقارب الإعجاز في زمن الإمعات والعِنينين, والتلبية الشعبية لها تحتاج إلى من عاهدوا وقاتلوا ويرغبون بالتضحية, لا إلى ناس يعتقدون أن الوطن مبغى, والهوية.. جواز سفر, لذلك كان الآتون إلى ساحة النصر في الضاحية, رغم التهويل بالقصف, كالآتي إلى مستقبل صنعه بيديه وماضٍ يعتز به, دفن فيه الخوف وانتضى الإرادة.‏

في المقلب الثاني ثقافة الحقد, وهي تظهر في إرهاصات وسياسات وليد جنبلاط ومروان حمادة, الأول هالهُ النصر, بعدما عجم عيدانه في الموقع الآخر, وأرّقهُ وزاد من اهتزازه لأن نتائجه السياسية في غير المشروع الذي ارتضاه, وهو .. مضّه الحقد على السوريين 30 عاماً حتى استشعر رياحاً أخرى, مالئ وحابى وبخّر, لذلك كيفما تدور الدوائر الآن لا يرى أمام حدقتيه إلاّ دمشق التي رصف طرقاتها مدحاً وتقيّة, وتعبيره الأمثل أنه لن يعتذر إلا لأبيه عن سنوات تخليه عن الثأر له, ..هذه ثقافة الثأر والحقد التي تتدحرج كرتها بينه وبين حمادة واستجرارا .. إلى غيرهم, ثقافة تتحكم بجزء من لبنان وسياسته.‏

الأمر الثالث, ثقافة الارتهان, وبدت في همروجة مهرجان ساحة حريصا, فالخارج من السجن على عربة الأكثرية لا بد له أن يكون حوذياً بلباس خاص, لكن لولا خطاب الانتصار لكان حديثه حريصا مثل خبريات العجائز,... فالرابط بين مارون الراس وعين الرمانة مثل الرابط بين القيصر وبروتوس, وهي عودة إلى أزقة الرهانات المعروفة هي.. ثقافة تيتي تيتي.‏

وفي مقاربة الإشارات ترى السيّد حازما يرفع سبابته في وجهة الخانعين والأعداء معاً, فالسبابة إضافة إلى اقترانها بذكر وحدانية الله, هي أداة إشارة للدلّ والتعريف عن المقابل دون خلو من استهداف منزلته أحياناً, إذا لم تتم المناداة عليه بالصوت أو بالإسم, وهي علامة لطرح الشروط وتذكير الطرف الآخر إذا حاول التنصل من تعهداته, كما تعني التحدي والوعيد, فكيف إذا ألحقها السيد أحيانا بضم الإبهام إليها, أو رفع الكف مع ابتعاد الإبهام إلى الوراء فيما يعني وضوح الرؤية والطريق والنهج.‏

في الجهة الثانية تجد اللغة مفككة مع كثير من الأسئلة تتراوح بين التذاكي وابن عمه أما حركات اليدين فهي إما تشي بالسؤال .. أو بحكاك للصدغ لتوفيز الذاكرة, أو حكاك للشاربين.., واهتزاز في رجل واحدة على الأقل.‏

في الثالثة يد واحدة كانت تهتز على وقع مدروس كمن يحاول إصدار أوامر وتعليمات أو توكيد شيء فاته في حجة الكلام, مع مَيَلان في العنق, وحنين إلى ماض ذهب ولن يعود...‏

ثلاث ثقافات وثلاث إشارات عليها ..والباقي عليكم.‏

ghassanshami@gmail.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 غسان الشامي
غسان الشامي

القراءات: 1677
القراءات: 1479
القراءات: 1629
القراءات: 1387
القراءات: 1365
القراءات: 1323
القراءات: 1475
القراءات: 1692
القراءات: 1707
القراءات: 2106
القراءات: 1466
القراءات: 2212
القراءات: 1332
القراءات: 1364
القراءات: 1612
القراءات: 1610
القراءات: 1422
القراءات: 1507
القراءات: 1404
القراءات: 1924
القراءات: 1491
القراءات: 1364
القراءات: 1565
القراءات: 1563
القراءات: 1342

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية