| اسـتهداف مبرمـج! قضاياالثورة ولم يعد أصحاب هذه المخططات ومناصروها يخجلون من الترويج لكل الطرق والأساليب والأدوات الجهنمية لتطويع الشعوب وقهرها, من أجل تمرير استراتيجياتهم التي ألبسوها عباءات الديمقراطية وحقوق الانسان وغلفوها بأجمل شعارات الحرية والعدالة والاستقلال. ولعل آخر ما تم الكشف عنه من جملة هذه المخططات ما نشرته مجلة ( ايكز يكيوتيف انتيلجنس) الأميركية على موقعها في شبكة الانترنت عندما أشارت الى وثيقة أشرف على صياغتها نائب الرئىس الأميركي ديك تشيني, مع بعض معاونيه من رموز اليمين المتطرف أمثال ريتشارد بيرل لتغيير خارطة المنطقة السياسية وفقا لمقاسات المشروع الأميركي-الاسرائىلي ومصالحه الاستراتيجية. وتتلخص الوثيقة بشروع الإدارة الأميركية بتنفيذ مخطط جديد لما بعد العراق قوامه الضغط على سورية وايران ولبنان, ومحاصرة المقاومة الوطنية اللبنانية والفلسطينية بكل الوسائل الممكنة لتأمين مشروعات إسرائيل التوسعية. ما يثير الانتباه هو الفضائح التي تذكرها الوثيقة حين تخوض في تفاصيل السيناريوهات الموضوعة لإثارة الفوضى والبلبلة في المنطقة, ففي حال وضع لبنان تحت المجهر وبدأت عملية استهداف توجهاته الوطنية, وعلاقاته مع سورية توصي الوثيقة إسرائيل بضرورة العمل على تغيير انتباه سورية واتهامها بدعم الارهاب, واستخدام المعارضة اللبنانية لزعزعة العلاقات السورية-اللبنانية وفصل المسارين عن بعضهما البعض. وإذا حاولنا التدقيق في التجييش الاعلامي ضد سورية بعد اغتيال الرئىس الشهيد رفيق الحريري, لوجدنا أن السيناريو يسير كما رسم تماما, فسورية أصبحت هي المتهمة وإن لم تكن هي المتهمة-كما قالت الصحافة الإسرائيلية-فإن عليها أن تدفع الثمن, ولإكمال حلقات المسلسل إياه بدأت حملة الافتراءات لاتهام سورية بدعم الارهاب المزعوم في فلسطين المحتلة والعراق حيث سارع شاؤول موفاز الى اتهامها بالوقوف وراء تفجير تل أبيب الأخير وسارعت آلة الدعاية الاعلامية الى فبركة أشرطة الفيديو التي تلمح الى دور سوري فيما يجري في العراق. بهذه الصورة يستطيع المتابع لما يجري في لبنان هذه الأيام أن يجزم أن أحدا من هؤلاء لا يهمه مصلحة لبنان, ولا وحدة شعبه بل فصله عن سورية لخلق مناخ ملائم لتمرير سياسات اسرائىل التوسعية في المنطقة برمتها. وقد كان القرار 1559 الأداة التي اخترعت لاستهداف سورية ولبنان, وما تصريحات الرئىس بوش الأخيرة لصحيفة (لوفيغارو) الفرنسية إلا الدليل على ذلك, حيث أشار الى أن شيراك طرح معه لدى زيارته لباريس في حزيران الماضي أمر استصدار القرار المذكور, ما يعني أن القرار كان جاهزا قبل ذريعة التمديد للرئىس اللبناني إميل لحود, وهو ما يفضح أهدافه ومراميه المتمثلة بتدويل الوضع اللبناني واستهداف سورية. ˆ ahmad h @ ureach.com
|
|