تنقلاتك تلك تغني اطلاعك، وتجعلك تعقد مقارنات لانهائية، بين ماتعيشه على تلفزيوناتنا المحلية والعربية، من بطء في السير نحو عالم يضج حياة وحيوية، ويتغير بسرعته الهائلة.. وبين إصرار بعض تلفزيوناتنا على الاحتفاظ بروتينها القاتل..!
تختطفك تلك المواقع بكل ما تشكله من قيم غالبا لاتتفق معها، ولكن مع مرور الوقت تكتشف تأثيرها بك..!
تكتشف ذلك حين تنسى يوما هاتفك المحمول في منزلك.. فتشعر أنك ضائع تماما..!
حين تحاول تذكر أحد الأرقام، فتخونك الذاكرة لأنك اعتدت تسجيل كل شيء على تلك القطعة المعدنية الصغيرة..!
حين تحاول تذكر أمور كثيرة فلا تتمكن، وتشعر لحظتها انك مصاب بالزهايمر، لأنك اعتدت على تدوينها كملاحظات تعود إليها كلما احتجتها..!
أما كارثتك الالكترونية الحقيقية حين يتعطل كمبيوترك الشخصي، وقتها تكتشف أن تلك المواقع برمجتك بقسوة لم تنتبه إليها.. وقد تفقد توازنك المعرفي لحين عودته.. الى منزلك..!
أثناؤها تعود إلى التلفزيون مضطرا، وتفتحه لترى أين وصلوا..!
لم يتحركوا قيد أنملة.. هاهم يتابعون بث برامجهم الاعتيادية، أخبارهم الدموية، مسلسلاتهم الرديئة..
ويعتنقون كل ما من شأنه أن يسطح الفكر.. انه مبدأ عتيق اعتادوا عليه.. ولايزال حتى الآن له مريدوه..
يتابعون ويستمرون، ولكنهم في اتجاه والحياة في اتجاه آخر..!
soadzz@yahoo.com