أنوات واقعية
رؤية الجمعة 19-1-2018 سوزان ابراهيم أنوات تنتمي الأنا الواقعية إلى أرض الحياة، إنها تعكس وتمثل كل الرغبات والغرائز والشهوات والطموحات التي تجيش داخل الإنسان، أما الأنا المثالية، فهي ما يحاول الشخص تمثله من قيم ومبادئ، وهذه تنتمي بدورها إلى عالم المثل. تلتصق الأنا الواقعية بأرض الواقع وتحاول جهدها اكتساب قيمتها من خلال انجازاتها الخاصة
قيمتها تنبع من داخلها، وذلك على النقيض من الأنا المثالية التي تستمد قيمتها من الآخرين، لأن إنجازاتها وهمية. بين طرفين متقابلين ومتناقضين غالباً يعيش معظم البشر، بين من يعمل ويجرب ويخطئ ويرى في الأخطاء محاولة لم توفق، وبين من يريد اعترافاً بوجوده من الآخرين، لأنه لا يثق بنفسه كثيراً، أو أن نرجسيته تجاوزت معدلها الطبيعي. الأنا الواقعية، تخوض معاركها في الحياة ببسالة، تسقط وتقع، لكنها ترى في ذلك فرصة لإعادة المحاولة إلى أن يتم لها إنجاز غايتها، هذه أنا حقيقية لا ترتدي قناع المثالية! الأنا المثالية، هي غالباً، أنا عصابية، تندفع نحو الخارج لأن جذر قيمتها خارجها، تريد اعترافاً بها، حتى دون إنجازات حقيقية، تتعامل مع الأقنعة بمهارة، تحاول أن تكون بلا أخطاء ادّعاءً، لا واقعاً، تُظهر وجهاً ملائكياً غير صادق! ألا تعتقدون أن عالم الفيسبوك قادر على تصنيع وتغذية أنوات مثالية لا حصر لها؟! حجم الأنا الواقعية تقيسه بنفسها عبر إنجازاتها وأعمالها الحقيقة، بينما تتسلق الأنا المثالية سلالم المجد الواهي عبر صفات وألقاب وهالة يسبغها عليها الآخرون، وهم غالباً منافقون، أو يروّجون لاتجاه، أو موضة، أو يعملون في الخفاء للوصول إلى تفريغ الناس من واقعيتهم، ليبقوا محلقين في فقاعة صابون، أو في بالون سرعان ما تمزقه شوكة الواقع. قد تكون الأنا الواقعية هي الأنا المثالية، أو هذا ما أعتقده، والأنا المثالية كما وردت أعلاه هي أنا وهمية مدّعية لا تملك شيئاً في نهاية المطاف.
|
سوزان ابراهيم
|
القراءات: 1459 |
|
القراءات: 1398 |
|
القراءات: 1627 |
|
القراءات: 1537 |
|
القراءات: 1615 |
|
القراءات: 2012 |
|
القراءات: 1425 |
|
القراءات: 1546 |
|
القراءات: 1526 |
|
القراءات: 1595 |
|
القراءات: 1521 |
|
القراءات: 1638 |
|
القراءات: 1593 |
|
القراءات: 1534 |
|
القراءات: 1602 |
|
القراءات: 1639 |
|
القراءات: 1611 |
|
القراءات: 1646 |
|
القراءات: 1650 |
|
القراءات: 1597 |
|
القراءات: 1619 |
|
القراءات: 1660 |
|
القراءات: 1678 |
|
القراءات: 1689 |
|
القراءات: 1641 |
|