التي تمثل مختلف مكوّنات وشرائح المجتمع السوري وأطيافه حيث من المرتقب أن تسفر تلك المشاورات عن تشكيل توجه وطني يجمع تلك القوى الوطنية والمجتمعية ضمن بوتقة وطنية واحدة تسمح بإطلاق الحوار بين السوريين .... كل السوريين على قاعدة المواطنة أولاً وحب الوطن أولاً وآخراً.
و رغم محاولات الإرهاب عرقلة هذا المسار الوطني إلا أنها لم تنجح ولن تنجح، فما حدث من إرهاب وحّد السوريين أكثر مما فرقهم, فبعد مضي أيام على الاعتداء الإرهابي في حي المزرعة بدمشق ما زال السوريون يتداولون فيما بينهم عن بشاعة الجريمة وخسة مرتكبيها وحقد الممولين والداعمين لهذا العمل الإجرامي وما سببته من صدمة في الشارع السوري, ولكن لم تستطع أن تعيق تقدم عملية التحضير للحوار ولم تخفف من مساحة الحديث حول الحوار وتداوله بين السوريين، واستمرت لقاءات القوى والفعاليات والأحزاب في الاجتماع مع اللجنة الوزارية والتشاور حول أنجع السبل التي توصل السوريين إلى بر الأمان وتحقق مجتمع المساواة والعدالة ،حيث يرى السوريون في مشاورات الحوار بداية الضوء الذي يؤدي إلى ما نريده كمواطنين ومؤسسات.
القناعة المتزايدة لدى أغلبية السوريين أن بامكان من يسمون أنفسهم معارضي الخارج أن يستمتعوا بما يرونه على الشاشات من قتل وإجرام بحق أبناء جلدتهم وأن يرووا تعطشهم للعمالة والخيانة، ولكن ليصمتوا, فلم يعد السوريون يودون سماع نفاقهم وكذبهم وافترائهم ،فقد بات المواطنون الشرفاء, وهم الأغلبية العظمى من الشعب السوري يعرفونهم جيداً و لا يريدون أن يمثلهم هؤلاء وأمثالهم وليس هناك أي وهم حول محدودية مريديهم ، أو من يستمع إليهم ولا يتعدى حضور الكثير منهم في الشارع السوري عدد شخوصهم.
هم يعرفون ذلك أكثر من داعميهم ومموليهم و لذلك تجدهم يتمترسون خلف مواقف إذا ما خرجوا من خلفها انكشفت عوراتهم وظهر زيف ادعاءاتهم وادعاءات أسيادهم.
ولا يظن هؤلاء أن الشعب السوري الذي يسعى إلى تحاور مكوناته وأطيافه يرغب في محاورة قتلة, فالحوار فقط على قاعدة المواطنة والانتماء ومن لا يملك ذلك لا يرى السوريون أنه يمثلهم أو يمكن أن يكون جليس حوارهم.
وفي المشهد السياسي لم يندهش السوريون من تعطيل الولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً لقرار مجلس الأمن إدانة العملية الإرهابية في حي المزرعة بدمشق , فهو أمر جد متوقع وخصوصاً من دولة تعتبر من أكثر الدول دعماً للإرهاب في التاريخ الحديث.
هي ليست المرة الأولى تلك التي تعرقل فيها الولايات المتحدة إدانة ما يحدث من إرهاب في سورية ولن تكون الأخيرة حتماً... ولا غرابة في ذلك، لأن تقاطع المصالح الأمريكية مع الإرهاب وما تقوم به المجموعات الإرهابية ما زال هو السائد، ولا تزال أمريكا تمارس سياسة التوظيف المزدوج للإرهاب ومساعدتها الأخيرة للإرهابيين دليل قاطع.