تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


محفل التطرف

البقعة الساخنة
السبت 2-3-2013
علي نصر الله

لم يقدم اجتماع روما جديدا سوى أنه ثبت حقيقة أنه وكل الاجتماعات التي سبقته من اسطنبول الى تونس ومراكش وباريس هي محفل لدعم التطرف والارهاب؛ وهي اجتماعات مخصصة لهذه الغاية دون سواها، ولعل التصريحات

والبيانات التي صدرت عن الأطراف المشاركة تقدم أهم دليل على نفاق الولايات المتحدة والغرب والأعراب وعلى تورطهم جميعا بدعم وتمويل وتسليح الجماعات المتطرفة في سورية.‏

اجتماع روما كان حلقة جديدة في سلسلة حلقات المؤامرة الكونية لم يصدر عنه كما كان متوقعا سوى تقديم جرعات دعم اضافية للمتطرفين تؤكد من جهة احتضان واشنطن وأدواتها للارهاب الدولي، وتؤكد من جهة أخرى تشجيع وتحريض هذه الأطراف للمجموعات الارهابية المسلحة في سورية على ارتكاب المزيد من الأعمال الارهابية التي تستهدف الدولة السورية وبناها التحتية؛ والمجتمع السوري بكل مكوناته.‏

نحن في سورية ومعنا كل الشرفاء والأحرار في العالم نعرف أن الولايات المتحدة لن تخرج من جلدها؛ ونعرف أنها الراعي الحصري للارهاب الدولي المنظم لأن سجلها متخم؛ ولأن تاريخها القديم والحديث يشهد؛ ولأن اسرائيل كيان الارهاب - رقم واحد في العالم - ترعرع في أحضانها ونما تحت مظلة الحماية التي توفرها له، وبالتالي لم يتوقع أحد في هذا العالم صدور موقف عنها لا ينسجم مع هذه الحقائق، غير أن الجديد المفاجىء في الأمر هو اعلان جون كيري عن المساعدات التي ستقدمها ادارته لائتلاف الدوحة في الوقت الذي كان متوقعا منه ومن ادارته الجديدة التحدث بمفردات مختلفة عن مفردات السيدة كلينتون التي أفشلت الخارجية الأميركية في غير ملف وأكثر من اتجاه.‏

الولايات المتحدة التي حظرت جبهة النصرة في اجراء تكتيكي غير مقبول؛ هي في الواقع لم توقف دعمها للمجموعات الارهابية؛ وهي اذا كانت عبرت في وقت سابق عن اعتقادها بأن ما من حل في سورية سوى الحل السياسي وبالحوار تحديدا، فانها وقعت في روما بتناقض صارخ لا يؤشر الا الى تخبطها؛ وربما يؤشر فقط الى حقيقة أنها واقعة في أسر أدواتها – حكومة أردوغان ومشيخات الخليج – التي تضللها وتجمل لها الموقف على الأرض لا سيما لجهة الاقتراب من تحقيق ما تحلم واسرائيل به في سورية بصفتها آخر قلاع مناهضة سياسات الاحتلال والعدوان والنهب في المنطقة.‏

التحدي الأساسي الذي يواجه الولايات المتحدة في هذه الأثناء قد لا ينحصر في اقرارها بالفشل من عدمه؛ بمقدار ما يتركز في ضرورة فهمها المأزق الذي هي فيه؛ والمشكلة المعقدة التي تضعها في خضمها تلك الأدوات التي ما زالت تكابر ولا تعترف بفشلها الذي منيت به في سورية الصامدة بقوة جيشها وارادة شعبها.‏

التحدي الأساسي أمام واشنطن اليوم هو أن تتصرف كقوة عظمى تمتلك قرارها وتدير سياستها بعيدا عن اسرائيل؛ وبعيدا عن بلاهة أردوغان السياسية؛ وبعيدا عن أحقاد مشيخات الخليج، والتحدي الأساسي أمام كيري ليس الخروج الفج والمباشر من محفل التطرف اياه، وانما دراسة المخارج المتاحة لبلاده حاليا من مواجهة خاسرة – قد لا ترغب بها – قبل أن تقع بشكل مباشر في المنطقة التي لا تبدو روسيا والصين ودول البريكس بعيدة عنها، وقد أكدت هذه الأطراف وتؤكد أنها لن تكون بعيدة عنها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي نصر الله
علي نصر الله

القراءات: 12372
القراءات: 1653
القراءات: 1307
القراءات: 1474
القراءات: 1428
القراءات: 1251
القراءات: 1487
القراءات: 1359
القراءات: 1471
القراءات: 1557
القراءات: 1564
القراءات: 1630
القراءات: 1899
القراءات: 1273
القراءات: 1348
القراءات: 1293
القراءات: 1664
القراءات: 1477
القراءات: 1431
القراءات: 1514
القراءات: 1470
القراءات: 1495
القراءات: 1467
القراءات: 1779
القراءات: 1479
القراءات: 1356

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية