تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


رماد الدجل التركي وجمر الإرهاب

الافتتــاحية
الثلاثاء 12-11-2013
بقلم رئيس التحرير: علي قاسم

يعود محرّك السيرك الأردوغاني إلى مسرح الأحداث، ويُخرج مشاهد نفاقه بلبوسها الجديد إلى الضوء، رغم تراخي الخيوط التي اعتاد التلاعب في ظلها لزمن طويل مضى، بعد أن أزاحت التطورات الستار نهائياً عمّا تخفيه الكواليس،

وما يختبئ في الدهاليز الممتدة إليها، وذرّت أعاصير المتغيرات الدولية والإقليمية الرماد المتراكم على جمر ما أوقدته حكومة العدالة والتنمية.‏

يحاول الطرق على البوابات التي خرج منها، ويصرّ على إعادة الطرق على الأبواب التي أغلقها بيديه الاثنتين عن سابق إصرار وتصميم، يمارس احترافيته العالية في الكذب، ويواصل هوايته في الدجل وفق المناخ السائد، وقبضته على جمر الإرهاب تكتوي بنيران رعبه المتنقل.‏

لم يستطع داود أوغلو في جملة الأكاذيب التي يعيد سردها أن يعدّل المشهد، حين لم يحالفه الحظ هذه المرة في الرهان على رماد يتطاير من حرائق تمتد وتتسع في الزمان والمكان.‏

فلا نفيه وجود معسكرات للإرهابيين في الأراضي التركية كان مقنعاً - والقرائن أكثر من أن تعدّ - ولا حديثه عن النزوع نحو الحلّ السياسي كان مجدياً، فالأصابع التركية توغل من خلف الستار في عرقلة أي خطوة بهذا الاتجاه، عبر مواصلة النفخ في موقد القتلة والمرتزقة، والعزف على وتر داعمي الإرهاب ومموليه.‏

ليس من الصعب قراءة ملامح اليأس التركي من المحاولة، وقد برزت حتى في المقاربات التي تلاعبت بمفرداتها الدبلوماسية التركية، وتلوّنت حسب الحاجة الإقليمية والدولية، وبالتالي كان لابد من التمعن في تفسير الكثير من الظواهر المرتبطة بذلك اليأس مباشرة أو المتعلقة بما نتج عنه على أرضية الدور ومشاهد التورط في رسم ارتداداته على الداخل التركي في توقيت تبدو قائمة خيارات حكومة العدالة والتنمية معزولة عن سياقها السياسي، كما هي محاصرة بدورها المتواصل في عملية الربط بين مخرجات المنتج الإرهابي في نهاية المطاف.‏

لذلك قد يستطيع داود أوغلو أن يعيد رسم صورة ذهنية خادعة على المنوال ذاته، لكن ليس بمقدوره على الإطلاق أن يجادل في مسلمات الدور التركي، وما فتحه من أقنية إضافية وخنادق ومتاريس في الطريق نحو الإرهاب، ليكون جزءاً من لوحة يتكامل فيها دور حكومة أردوغان مع الأدوار الخليجية المتبدلة تقديماً وتأخيراً،..إبرازاً وتحييداً.‏

المفارقة أن ذلك المنتج الإرهابي يطابق إلى حدّ بعيد مفرزات الزمرة الأردوغانية، ويماثل اتجاهات دورها الإقليمي مع بعض التعديلات الآنية القائمة على الصورة الافتراضية بمفاعيلها الأقليمية، الصادرة عن موقعها في حلقة الإرهاب الجديدة، وبالتالي من العبث النقاش في هذه الدائرة المغلقة، لأن الطريق المسدود حتى نهاياته لم يعد متاحاً إعادة السير عليه في ظل هلع غربي من الأصابع التي تتلاعب بصواعق انفجارها على مستوى المنطقة والعالم.‏

لو تحدث أوغلو عن أي شيء آخر إلا علاقته بالإرهاب وبالقاعدة ربما كان أجدى له، ولو أنه اكتفى بالكذب المفضوح والدجل المعتاد ربما وجد له البعض المبررات، باعتباره المجال الوحيد الذي يجيده إلى حدّ الاتقان، أما أن يتنطح للحديث عن المنطقة والتعاون فيما بينها، فقد ذهب أوانه، وبات من المنسيات مع هذه الحكومة، وقد أورثت شعوب هذه المنطقة ودولها رماداً وجمراً ونيراناً تتقد تحت الرماد وفوقه، وشرارات ما أوقدته الأذرع التركية يتطاير في أرجاء المنطقة ويهدد بالانتقال إلى خارجها.‏

ما فات الوزير الأردوغاني أكثر بكثير مما استدركه، وما راكمه من مغالطات في السياسة والدبلوماسية وفي العلاقات بين دول المنطقة أخطر مما تتمكن الانعطافة المتأخرة من تجاوزه أو إصلاحه، ولم تسعفه «حذاقته» السياسية في منع مرتزقته من إشهار قبضتهم داخل فنادق ضيافته بعد أن ضاقت الأرض على إرهابهم، خصوصاً عندما تحين جردة الحساب،حتى لو تأخرت بعض الوقت أو حاول بعض الأطراف والقوى في المنطقة وخارجها تجاهلها أو التغاضي عنها.‏

a.ka667@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 6991
القراءات: 912
القراءات: 1066
القراءات: 857
القراءات: 858
القراءات: 848
القراءات: 968
القراءات: 815
القراءات: 744
القراءات: 842
القراءات: 890
القراءات: 778
القراءات: 718
القراءات: 778
القراءات: 972
القراءات: 853
القراءات: 665
القراءات: 858
القراءات: 882
القراءات: 940
القراءات: 883
القراءات: 767
القراءات: 941
القراءات: 851
القراءات: 984

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية