والعلاقات مع الاستخبارات الغربية والخليجية والصهيونية من جانب آخر، إضافة إلى كون إدلب منطقة خفض التصعيد ضمن توافقات وضمانات أستانة وحقيقة الدور التركي الملتبس والعدائي تجاه سورية.
فموضوع وجود عشرات آلاف الإرهابيين لا يشكل عقدة أمام قدرة الجيش العربي السوري على استعادتها وهذه حقيقة لا يرقى إليها الشك أبداً، والتدخل العسكري التركي بالتوازي كذلك لن يقف عائقاً أمام تلك المهمة، ذلك أن تلك القوات ووجودها مناف للقوانين والأعراف الدولية وأن السياسة السورية كفيلة بتحقيق ذلك الهدف سواء بالشكل السياسي أو العسكري في نهاية الأمر. لكن الرؤية السورية في التعامل مع حالة إدلب لا تختلف عن الآليات التي اتبعتها القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في التعامل مع جميع المناطق التي دنسها الإرهاب، وبالتالي فإنها تعطي فرصة للوساطة الروسية في محاولة تجنيب المنطقة الاضطرار للحسم العسكري واستعادة التجارب السابقة، ومن المؤكد أن ثمة مساعي روسية للضغط على الأتراك للضغط بدورهم على المجموعات المسلحة التي ترتبط بالاستخبارات التركية أيما ارتباط.
فالقضية مسألة وقت ليس أكثر، ذلك أن المعطيات الميدانية والوطنية والتطورات الاجتماعية كلها تؤكد أن نهاية مسألة إدلب محسومة وفق الطريقة الوطنية السورية، وما تحاول أنقرة ليس إلا مضيعة للوقت في محاولات لتحقيق مطامع هي أبعد من الخيال.
إنها إرادة وطنية محمولة على أكتاف بواسل جيشنا العربي السوري، مقدسة في غاياتها، ومدعومة شعبياً ممن احتمل ويلات الإرهاب وداعميه على امتداد أكثر من سبع سنوات، ولديه القدرة على الثبات والصمود إلى ما لا نهاية.