وبالقراءة الباردة لخطاب وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون أمام مؤتمر ايباك وبعد تخطي عبارات الغزل المديدة بإسرائيل والالتزام الصخري بأمنها ومستقبلها،لا يمكن العثور على أي التزام اميركي مماثل بعملية السلام ومقوماتها الاساسية رغم حديث كلينتون الاستشرافي عن قوة عوامل الديمغرافيا والايديولوجيا والتكنولوجيا والتي تجعل من المتعذر على اسرائيل التعامل مع محيطها في غياب حالة السلام. وهو حديث أشبه بنصائح أكاديمية وكأن كلينتون محللة سياسية وليست وزيرة خارجية الدولة العظمى والقوة الدولية الوحيدة القادرة على التأثير في سلوك اسرائيل
خطاب كلينتون ومن بعده لقاء نتنياهو مع الرئيس اوباما، جاءا خاليين من الاشارة الى خطوات عملية للضغط على اسرائيل وإلزامها بما تقول الادارة الاميركية أنها استحقاقات مطلوبة لإنجاح عملية السلام وعلى رأسها النشاط الاستيطاني في القدس والضفة الغربية.
وحتى الصحفي الإسرائيلي عكيفا الدار طالب الرئيس اوباما اذا كان جادا عندما قال ان السلام مصلحة استراتيجية لاميركا، بأن يختبر جدية اسرائيل ويلزمها بخطته الخاصة بحل الدولتين، بحيث تفهم اسرائيل حكومة ومجتمعا انها ستدفع الثمن اذا واصلت رفضها لمتطلبات عملية السلام.
وعلى ادارة اوباما ان تكف عن التعامل مع اسرائيل كطفل مدلل يحق له التمرد على كل القوانين، وتكف عن الانحدار بمواقفها مرة تلو المرة بحيث تكيف هذه المواقف من جديد مع المواقف المتعنتة لحكومة إسرائيل.
الرسالة الوحيدة المفهومة ما يسمى خلافا حاليا بين حكومة نتنياهو وادارة اوباما أن الاخيرة مضطرة لافتعال مشكلة اعلامية مع اسرائيل قبل القمة العربية بهدف تخدير هذه القمة وثنيها عن اتخاذ مواقف ترتقي لمستوى التحدي المطروح، وهو ما لا ينبغي للقادة العرب الوقوع فيه.