تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أرب ديمو كراتس..

أبجــــد هـــوز
الخميس 25-3-2010م
فواز خيو

طبعاً ليس خافياً عليكم أن العنوان يعني في العربية (الديمقراطية العربية).

وليس خافياً عليكم أننا نحن من أوجد الديمقراطية وصدّرناها في قناني مختومة إلى أثينا ولاحقاً إلى روما وبيزنطة. لكنهم صاروا يغشونها ويصدرونها حتى إلينا، ليسيئوا إلى مفهوم الديمقراطية.‏

أنا شخصياً غالباً ما أطبق أفكاري حسب الإمكانيات المتاحة. فحين تزوجت أردت أن أزرع في بيتي حاكورة للديمقراطية. ومن اللحظة الأولى منحت زوجتي 49% من القرار. وتركت لي زيادة فقط 2% كي أستطيع تسيير الأمور في حال لم تعجبها الأمور.‏

حين توسعت أسرتنا وصرنا أربعة أفراد، وبدلا من أن نتخذ القرار بأغلبية النصف زائد واحد؛ فقد صرت أتخذ القرار بأغلبية النصف ناقص واحد. أي بمفردي، وهذا اجتهاد وفتح في الديمقراطية الحديثة. وحين يعترض أحد فإنني أتهمه بمحاولة تقويض العملية الديمقراطية برمتها. وإذا تصاعد الأمر فما المانع من اتهام المعترض بأنه ينفذ أجندات للجيران وربما أبعد من الجيران. نحن العرب رائعون في الابتكار والاجتهاد وتطوير ما أبدعه الآخرون.‏

إذا فزت أنا فالانتخابات رائعة ونزيهة وشفافة حتى. لكن إذا فزت أنت فالانتخابات مزورة .‏

في كل دول العالم يحصل أن المعارضة تتهم الحكومة بالتزوير، لأن الحكومة تمتلك السلطة والأدوات والمال وكل شيء. في العالم العربي الحكومة هي التي تتهم المعارضة بالتزوير.‏

كنت أقرأ بشيء من الكمد تاريخ أثينا و روما وبيزنطة ومن ثم انكلترا؛ حيث كانت مجالس الشيوخ المنتخبة هي التي تقرر كل شيء. إذا بدأ العرب من الآن فهم متخلفون ألفي سنة فقط.‏

حين جرت الانتخابات الرئاسية الأخيرة في فرنسا فتحت التلفزيون وإذ بالسيدة رويال زعيمة الاشتراكيين تلقي خطاباً وهي باسمة وتشكر ناخبيها. ظننت للوهلة الأولى أنها الفائزة، لكنها تابعت وهي تطلب من مؤيديها الالتفاف حول الرئيس الفائز ساركوزي ومساعدته ليقوم بدوره في خدمة فرنسا. ساركوزي لم يكن أقل منها منطقية حيث شكر ناخبيه وقال: إن 49% من الفرنسيين صوتوا للسيدة رويال وهؤلاء سأحترم رأيهم وسأكون رئيس الجميع.‏

حين خاض يلتسن انتخاباته الأخيرة ضد الشيوعي زيغانوف؛ جاءه أحد الصحفيين الروس وقال له: يا سيدي لك عندي خبر سيء وخبر جيد. الخبر السيء أن زيغانوف حصّل العدد الأكبر من الأصوات، والخبر الجيد هو أنك أنت الذي فزت. وهذه هي خلطة الديمقراطية العربية.‏

تعليقات الزوار

مهند الحريري / قطر |  haririone@gmail.com | 25/03/2010 08:37

إن المحنة التي تواجه الديمقراطية في الوطن العربي والإسلامي تتجلى بوضوح في عدم فهمهم للديمقراطية كمفهوم وثقافة ، هي وحدها الديمقراطية التي جعلت أوروبا والغرب مركز إشعاع علمي وأدبي وفلسفي وأخلاقي متحضر يسعى لكسب ودها وحمل جنسيتها المحرومون في العالمين العربي والإسلامي ، ولعل القضية المحورية الأساسية للديمقراطية هي الانتقائية البغيضة لها ، بالإيمان ببعض أدواتها والكفر بالكثير الباقي منها كما أسلف الأستاذ فواز ومنها قبول الديمقراطية كنظام حكم فقط وليس كثقافة ديمقراطية تمارس في البيت ، كقبول الأب الشرقي برأي مخالف من ابنه وابنته وزوجته ، وقبول المجتمع بالرأي الآخر وجعلها ثقافة حياتية قبل أن تكون ممارسة سياسية فقط.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 فواز خيو
فواز خيو

القراءات: 1116
القراءات: 1084
القراءات: 996
القراءات: 1214
القراءات: 988
القراءات: 1671
القراءات: 1065
القراءات: 1049
القراءات: 4670
القراءات: 1224
القراءات: 1124
القراءات: 1121
القراءات: 1260
القراءات: 1581
القراءات: 1192
القراءات: 1263
القراءات: 1194
القراءات: 1208
القراءات: 1197
القراءات: 2947
القراءات: 2432
القراءات: 1886
القراءات: 2009
القراءات: 1247
القراءات: 1390

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية