تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


العنب أم الناطور ؟

البقعة الساخنة
الأحد 30-5-2010م
خالد الأشهب

بات واضحا تماما ... بعدما رفضت أميركا الاتفاق التركي البرازيلي مع إيران على مبادلة الوقود النووي عالي التخصيب على الأراضي التركية,

وبعدما جددت تحريضها لمجلس الأمن بالمضي قدماً في إقرار العقوبات وتشديدها, وبعدما طالبت الوثيقة الصادرة عن مؤتمر مراجعة اتفاقية حظر الانتشار النووي إسرائيل بالانضمام إلى المعاهدة وفتح منشآتها النووية للتفتيش الدولي.. بات واضحا أن أميركا لا تريد العنب ولا السلة فارغة, بل, وببساطة, تريد قتل الناطور !‏

ومن الواضح أيضاً أن التهديد المزعوم للمشروع النووي الإيراني على الأمن القومي الأميركي هو مجرد حجة أو ذريعة لتهويل الأمر أولاً ومن ثم محاولة اختلاق مبررات لعداء إيران ومشروعها ثانيا, إذ إن مثل هذا التهديد ينبغي نظريا أن يحرض الجار الأقرب إلى إيران أي تركيا, في حين أن تركيا هي التي رعت الاتفاق الثلاثي الذي رفضته واشنطن بالأمس ووصفته بغير المقبول .‏

ولعل التجربة التاريخية أثبتت للأميركيين قبل غيرهم, أن العقوبات كورقة سياسية ضاغطة قد أثبتت فشلها دائما, ولم تعد قادرة على تحقيق الأهداف التي يرجوها فارضو هذه العقوبات, وخاصة إزاء إيران اليوم التي تمتلك من قدرات الاكتفاء الذاتي ومن الحضور الإقليمي الواسع ما يجعلها عصية على الأخذ والاختراق بهذه الورقة .‏

بالأمس أسقط الرئيس باراك أوباما من الاستراتيجية الأميركية الجديدة للأمن القومي مصطلح « الحرب على الإرهاب» كخطوة أولى نحو إعادة تطبيع العلاقات مع العالم , فإذا كان ذلك تعبيرا جادا عن نيات صادقة لإصلاح العلاقة الأميركية مع العالم, فإن الأولى بإدارة الرئيس أوباما أن تؤسس لمناخات التطبيع والحوار, لا لأجواء التوتير والتصعيد. وبالتالي, أن تنحو نحواً دبلوماسياً بحتاً في التعامل مع المشكلات العالمية عامة, وفي مقدمتها المشروع النووي الإيراني, وأن تنظر إليه بعين التوازي والمساواة مع غيره من المشاريع, فلا تمارس العداء ضده قبل أن تلزم إسرائيل التخلص من ترسانتها النووية وعرض مشروعها النووي المزمن للتفتيش والرقابة الدولية ... أم أن خيار قتل الناطور لا يزال قائما ؟‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خالد الأشهب
خالد الأشهب

القراءات: 2200
القراءات: 2101
القراءات: 2523
القراءات: 2479
القراءات: 2255
القراءات: 2622
القراءات: 2567
القراءات: 2504
القراءات: 2273
القراءات: 2596
القراءات: 2808
القراءات: 2700
القراءات: 2402
القراءات: 2861
القراءات: 2929
القراءات: 3011
القراءات: 2793
القراءات: 3170
القراءات: 3120
القراءات: 3226
القراءات: 2623
القراءات: 3093
القراءات: 3578
القراءات: 3341
القراءات: 3398

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية