غالبا تعتمد على استقراءات شفهية...المنهجية والتعاطي العلمي غائبان حتى الآن ،وان كانا حاضرين خلف الكواليس، فإن المشاهد لايشعر بهما ....إلا إذا اعتبرنا أنهم عندما يسوقون لكل هذا الكم من البرامج المنوعة والترفيهية والسطحية..،الأمر الذي ينمط ذوق المشاهد،فلا لايستسيغ سواها،وهو ما تريده الفضائيات بالطبع..
هذا الأمر الذي يقلده الجميع خاضع لمنطق ربحي بحت، هذا التنميط .. تبدو الفضائيات هي التي تريده،لكن في حقيقة الأمر إنما شركات الإعلان هي خلف كل هذا ...فهي تتجه لبرامج بعينها تدعمها وتمولها..حتى قبل أن تظهر على الشاشة ،فتسارع الفضائيات إلى تبنيها..
وهذه الشركات لاهم ولا هاجس فكري لديها سوى التسويق لمنتجاتها..فيتحول البرنامج أو المسلسل الذي يبث على الفضائيات لاليكون مساعدا لترويج السلعة نفسها،بل ليصبح هو الآخر سلعة بحد ذاته.
المثال (أو القدوة) الذي يمكن أن تحتذي به الفضائيات مغيب تماما،وحتى لو وجدت بعض اللمحات هنا أو هناك..فإنها بالكاد تظهر في هذا التنميط الذي تعيشه الفضائيات وتفرضه بقوة وتلفظ كل ماعداه،هنا يصبح حتى الحديث عن المثال أو القدوة مجرد مزحة ثقيلة!