تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ثلاثي السقم

معاً على الطريق
الجمعة 4-10-2019
ديب علي حسن

هل فكرت يوماً ما أنك مجرد آلة تعطي وتعطي، ولن يراك الكثيرون غير ذلك، لم يروا أن الآلة هذه التي هي أنت تحتاج صيانة وإصلاحاً كما السيارات الفارهة التي يمتطيها ذوو الأمر، من غيار زيت إلى التشحيم وتغيير الدواليب،

وتعمير المحرك، وتلميعها كل ربع ساعة بجلد غزال ممن كلف بصونها وحراستها، هل فكرت أنت بذلك ؟ أم فكر غيرك بالأمر ؟ لا أدري إن فعلت ذلك أو فعلوا، هي هواجس تخطر بالبال، قد تبحث عن إجابات، وربما سيأتي ذلك بعد قرن من الزمن، وعلى المبدأ الذي يجري الآن: دعه يكتب ما يريد، ونحن ندبّج الرد كما يحلو لنا، والأفضل غض البصر والسمع عن ذلك كله، وكأن شيئاً لم يكن.‏

هذا الجواب الذي سوف يكون، نعرف الأمر، ليس على صون آلة الجسد، وإنما على الكثير مما يطرح في الإعلام ما جعل كل القضايا تصل إلى جدار مسدود، وليكون رد الفعل ممن تهمهم: كلام جرائد، لا يقدم ولا يؤخر، مع أن هذا الكلام كان يقدم ويؤخر ويفعل ويحرك، ولكن تراكم الصمت من قبل ممن يجب أن يرد على هذه القضايا، جعل كل ما يطرح مجرد كلام بكلام، وملء وقت أو مساحات في الصحف .‏

ربما شططنا قليلاً عمّا كان يجب أن يكون عن ثلاثي السقم الذي صار رفيق مهنة الحرف، من الضغط والسكر والشحوم، إلى النتيجة الحتمية التي على ما يبدو لا مفر منها، وصاحب الحظ السعيد من يعبر رحلة العمل هذه وقد وصل نهايات المطاف بأقل العلل، يخرج معافى على الأقل ليقضي ما تبقى من العمر راكضاً وراء التأمين الصحي، وصرف راتب التقاعد، وحين يفكر بالعودة لزيارة مقر عمله، يجد الأمر وقد صار على غير ما كان، كلٌّ يسرح في واد، تغيرت النفوس والعلاقات، ولا تدري إن كنا يوماً ما فعلاً نمثل أننا بشر أصحاء..‏

ركام الألم الذي كنّا نعلل النفس أنه سيكون أملاً، صار صدأ روح وعفن جسد، وشتات عمر لم يكن إلا سراباً، ويأتيك من يقول لك كما كتب أحد الزملاء على صفحته: عليك أن تكون باعثاً لروح الأمل والتفاؤل، نعم علينا فعل ذلك، ومن قال إننا لا نرقص فرحاً ونكتب بدمنا، نرقص فوق أشلاء الجسد وبقايا الروح، نغدق النعماء وبحرقة المحروم نصمت، كيف أيها الآمر بالفرح تريدني أن أفعل ذلك، مع أني أفعله، كيف أنفّذه وأنا المجروح بكل شيء، الضائع في اتون الغلاء والاستغلال والإهمال، كيف تريدني أن أصفق لهذا المسؤول أو ذاك وهو الذي ينعم بالصمت المريح؟‏

لا بأس، نحن من أطعم الأرض فلذات الأكباد ليبقى الوطن، ونؤمن أن الغد مزروع ببسمة طفل، ووقع خطا جندي، وعامل وفلاح، وفي وطني من لا ينحني إلا للوطن، من لم تلوثه بهارج المال، كم نتوق لأن يكونوا الأكثرية، أن يرووا أن دمنا حبرنا، وأن نرى اليد الحانية تمتد لتقول: حان وقت قطاف الأمل، ولو قليلاً، في الظلمة الحالكة يكفي بصيص عود ثقاب ليشعل لحظة ما تشي أن النور قادم، وما أكثر أنوار الوطن القادمة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 ديب علي حسن
ديب علي حسن

القراءات: 570
القراءات: 583
القراءات: 596
القراءات: 502
القراءات: 519
القراءات: 588
القراءات: 623
القراءات: 587
القراءات: 488
القراءات: 667
القراءات: 566
القراءات: 561
القراءات: 545
القراءات: 573
القراءات: 552
القراءات: 503
القراءات: 606
القراءات: 531
القراءات: 592
القراءات: 572
القراءات: 637
القراءات: 605
القراءات: 617
القراءات: 547
القراءات: 597

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية