تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ترشيد استخدام الطاقة.. والمياه

على الملأ
الخميس 26-1-2012
علي نصر الله

أولا وقبل كل شيء ندرك ويدرك معنا الكثيرون أن العديد العديد من الشعارات ترفع وتبقى شعارات مرفوعة فقط، والعديد منها ترفع ولا تحظى حتى بأدنى درجات الاهتمام

من قبل الذين يرفعونها فتسقط بأيديهم وبإراداتهم بإسقاطها رغم تظاهرهم باحترامها والتمسك بها، وهناك من الشعارات ما يرفع كي يقال فقط إننا متنبهون إلى المسألة أو القضية الخاصة بهذه الشعارات، وكل الشعارات الخاصة بقضايا البيئة تندرج تحت هذا النوع من الشعارات.‏

ترشيد استخدام الطاقة، والمياه، أحد الشعارات التي لم تتخلف حكوماتنا المتعاقبة – جميعها - عن رفعه من دون أن توليه أي اهتمام باستثناء أنها نظمت له حملات إعلامية واسعة أنفق عليها مبالغ كبيرة للشرح والتوعية لكن من دون جدوى ملموسة، ربما بسبب من ضعف المتابعة، وربما بسبب من الفشل في التأثير بالمجتمع على اختلاف مكوناته التي خاطبتها الحملات الإعلامية والإعلانية التي جرى تنظيمها وتنفيذها على نحو واسع في كل وسائل الإعلام والإعلان، الطرقي والتلفزيوني والإذاعي والصحفي، فضلا عن الملصقات والبروشورات، حتى أن فواتير الماء والكهرباء استخدمت لهذه الغاية من دون أن تؤدي إلى النتائج المرجوة... لماذا ؟؟!!.‏

التوقف الجاد والمسؤول عند هذا السؤال هو أكثر من ضرورة بالنظر الى النتائج المتواضعة التي تم تحقيقها، وينبغي على الجهات الحكومية المعنية ألا تستهين بواجب البحث عن الإجابة، ذلك أنه بالتمكن من الإحاطة بالإجابة تكون قد قطعت نصف الطريق إن لم يكن أكثر باتجاه تحقيق الأهداف والغايات المراد تحقيقها وبلوغها، ويعتقد أن الخطوة الأولى باتجاه الإحاطة بالإجابة تتجسد بمساءلة الذات من قبل الجهات المعنية بالغاية المستهدفة وبمحتوى الحملات التي تنظمها.‏

بمعنى أنه إذا كان صحيحا أن جميع الجهات الحكومية معنية، وبالأخص الوزارات المختصة بتقديم خدمات الطاقة والمياه، فان على هذه الجهات أن تعيد النظر - هي والإدارات المحلية المفوضة - بأدائها أولا فيما يختص بموضوع الترشيد... هل التزمت وقدمت بالتزامها النموذج والقدوة، وإذا لم تلتزم فينبغي أن تبحث عن الأسباب، لأن عدم التزامها هو أمر في غاية الأهمية لما يترك من آثار على الأطراف الأخرى في المجتمع المستهدفة بحملات الحض على الترشيد.‏

والسؤال المطروح هنا هو: ما الذي تتوقعه هذه الجهات من المواطن – وهو المستهدف بحملات التوعية – عندما يرى مشهدا متكررا و يكاد يكون يوميا يدل دلالة أكيدة على عدم التزام مصلحة الكهرباء والإدارات المحلية المسؤولة بترشيد الطاقة إذ لا شيء يبرر لهذه الجهات نسيان مصابيح إنارة الشوارع والاوتسترادات مضاءة حتى ساعات الظهيرة، ولا شيء يبرر لها عدم استخدام مصابيح توفير الطاقة في الوقت الذي تدعو فيه المواطن لاستخدامه، ولا شيء يبرر لها استخدام الإنارة المبالغ فيها داخل المكاتب بينما النوافذ تمتد على طول أحد جدران كل مكتب، وبالتأكيد لا شيء يبرر لمصلحة المياه التخلف عن إصلاح خط تعرض للكسر هنا وآخر يسرب كميات كبيرة من مياه الشرب هناك رغم علمها بهذه الأعطال !!.‏

طبعا هذه مشاهد لا يمكن إنكارها وهي واقع مر يعرفه الجميع ومن غير المقبول أن يستمر لما يتركه من آثار وانطباعات سلبية لدى العامة، فضلا عن أنها تجعل المواطن غير مبال بكل أشكال الخطابات التي توجه له، ناهيك عن المشاهد الأخرى الأكثر وطأة ومنها التساهل بمسألة معالجة النسب المئوية المرتفعة للفاقد وحالات الاستجرار غير المشروعة للتيار الكهربائي وللمياه، إضافة إلى تجاهل وغياب الجدية بفرض وتنفيذ العقوبات القانونية بحق أصحاب الاستخدامات الخاطئة والإفراط فيها.‏

ali.na_66@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي نصر الله
علي نصر الله

القراءات: 12378
القراءات: 1658
القراءات: 1313
القراءات: 1478
القراءات: 1434
القراءات: 1254
القراءات: 1492
القراءات: 1362
القراءات: 1475
القراءات: 1563
القراءات: 1568
القراءات: 1635
القراءات: 1904
القراءات: 1279
القراءات: 1353
القراءات: 1297
القراءات: 1668
القراءات: 1482
القراءات: 1437
القراءات: 1519
القراءات: 1475
القراءات: 1500
القراءات: 1472
القراءات: 1784
القراءات: 1483
القراءات: 1360

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية