| محاكاة وأجندة ..! البقعة الساخنة كثيرة هي التحليلات التي ترى في تلك المحاكاة نوع من الإدماج المسبق للداخل الإسرائيلي في تلك السيناريوهات، وبعضها يميل إلى اعتبارها قصفاً إعلامياً وسياسياً يمهد الطريق نحو حروبها الفعلية التي تعمل على البدء فيها خلال فترة قصيرة. وبغض النظر عن الأغراض الإسرائيلية من الاستعراض الإعلامي والسياسي لتلك العمليات ثمة من يجد فيها بعداً آخر يتعلق بمحاولة إسرائيل إقفال الحديث عن السلام، في مقابل تكثيف محاولات التهويد التي تجري على قدم وساق في كل الاتجاهات. إذ لا يخفى على أحد الانشغال العالمي بتلك التحضيرات الإسرائيلية في وقت جاءت فيه الضغوط الأميركية باتجاه مفاوضات غير مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين للتغطية على الحال الذي وصلت إليه الأوضاع، أو على الأقل لإخفاء ما يخططون له. وبالتوازي معه تقوم إسرائيل بإجراءات التهويد والتعرض للمقدسات غير مكترثة بردود الفعل ولا بالتحذيرات من مخاطرها إلى حد وصلت فيه إلى المساس المباشر بها، والوعيد بمزيد من تلك الإجراءات. الواضح أن الحكومة الإسرائيلية تنفذ أجندة الحرب التي وعدت بها سواء تلك المتعلقة بمحاكاتها العملية لجملة من حروبها القادمة أم تلك المتصلة بالداخل الإسرائيلي أم ما يتصل بإجراءات التهويد. والأوضح من ذلك أن عملية التدجين السياسي والإعلامي وصلت سقوفاً غير معتادة في التعاطي مع تلك الأجندة، وبالتالي فإن الأمر لا يقتصر على سلسلة مايعلن، بل بعضها خاص بما لم يعلن بعد، وهو الجزء الأخطر من تلك المحاكاة التي تمر عبر قنوات دبلوماسية، أو تأتي على شكل تسريبات إعلامية. لذلك لم يكن الحضور السياسي المكثف لتدريبات ما سمي باستخلاص العبر مجرد رسالة إلى الداخل الإسرائيلي، بقدر ما هي توطئة أولية للمدى الذي يمكن أن تذهب إليه أجندة العدوان الإسرائيلية، على الأقل لدى عصبة الحرب في حكومة نتنياهو. والخطير فيه أنه يترافق مع تنسيق إسرائيلي أميركي مكثف، لم تكن زيارة وزير الحرب الإسرائيلي إلى واشنطن سوى تأكيد على المدى الذي وصلت إليه، بعد أن مهدت له زيارات الوفود الأميركية المتتالية إلى إسرائيل. الأخطر من هذا وذاك ما يدور في كواليس التسريبات السياسية الإسرائيلية والأميركية على حد سواء من قبول واشنطن لبعض الخيارات الإسرائيلية حيال المواجهة المحتملة في المنطقة، وجاءت محاكاة إسرائيل لحروبها الماضية شكلاً من التمرين العسكري المسبق على تلك الخيارات وإن كانت بصيغ مختلفة او مغايرة لما هو دارج في منطق الحرب الإسرائيلية وفي أجندتها للعدوان . a-k-67@maktoob.com
|
|