تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


محاكاة وأجندة ..!

البقعة الساخنة
الأحد 7-3-2010م
علي قاسم

لم تتوقف إسرائيل منذ أشهر عن تكثيف محاكاة جملة من السيناريوهات المتعلقة بحروبها القادمة، تارة حول حروب متنقلة في جبهات متعددة ، وتارة في عملية استخلاص للعبر والتجارب من حروبها السابقة ونتائجها الفضائحية على أكثر من صعيد.

كثيرة هي التحليلات التي ترى في تلك المحاكاة نوع من الإدماج المسبق للداخل الإسرائيلي في تلك السيناريوهات، وبعضها يميل إلى اعتبارها قصفاً إعلامياً وسياسياً يمهد الطريق نحو حروبها الفعلية التي تعمل على البدء فيها خلال فترة قصيرة.‏

وبغض النظر عن الأغراض الإسرائيلية من الاستعراض الإعلامي والسياسي لتلك العمليات ثمة من يجد فيها بعداً آخر يتعلق بمحاولة إسرائيل إقفال الحديث عن السلام، في مقابل تكثيف محاولات التهويد التي تجري على قدم وساق في كل الاتجاهات.‏

إذ لا يخفى على أحد الانشغال العالمي بتلك التحضيرات الإسرائيلية في وقت جاءت فيه الضغوط الأميركية باتجاه مفاوضات غير مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين للتغطية على الحال الذي وصلت إليه الأوضاع، أو على الأقل لإخفاء ما يخططون له.‏

وبالتوازي معه تقوم إسرائيل بإجراءات التهويد والتعرض للمقدسات غير مكترثة بردود الفعل ولا بالتحذيرات من مخاطرها إلى حد وصلت فيه إلى المساس المباشر بها، والوعيد بمزيد من تلك الإجراءات.‏

الواضح أن الحكومة الإسرائيلية تنفذ أجندة الحرب التي وعدت بها سواء تلك المتعلقة بمحاكاتها العملية لجملة من حروبها القادمة أم تلك المتصلة بالداخل الإسرائيلي أم ما يتصل بإجراءات التهويد.‏

والأوضح من ذلك أن عملية التدجين السياسي والإعلامي وصلت سقوفاً غير معتادة في التعاطي مع تلك الأجندة، وبالتالي فإن الأمر لا يقتصر على سلسلة مايعلن، بل بعضها خاص بما لم يعلن بعد، وهو الجزء الأخطر من تلك المحاكاة التي تمر عبر قنوات دبلوماسية، أو تأتي على شكل تسريبات إعلامية.‏

لذلك لم يكن الحضور السياسي المكثف لتدريبات ما سمي باستخلاص العبر مجرد رسالة إلى الداخل الإسرائيلي، بقدر ما هي توطئة أولية للمدى الذي يمكن أن تذهب إليه أجندة العدوان الإسرائيلية، على الأقل لدى عصبة الحرب في حكومة نتنياهو.‏

والخطير فيه أنه يترافق مع تنسيق إسرائيلي أميركي مكثف، لم تكن زيارة وزير الحرب الإسرائيلي إلى واشنطن سوى تأكيد على المدى الذي وصلت إليه، بعد أن مهدت له زيارات الوفود الأميركية المتتالية إلى إسرائيل.‏

الأخطر من هذا وذاك ما يدور في كواليس التسريبات السياسية الإسرائيلية والأميركية على حد سواء من قبول واشنطن لبعض الخيارات الإسرائيلية حيال المواجهة المحتملة في المنطقة، وجاءت محاكاة إسرائيل لحروبها الماضية شكلاً من التمرين العسكري المسبق على تلك الخيارات وإن كانت بصيغ مختلفة او مغايرة لما هو دارج في منطق الحرب الإسرائيلية وفي أجندتها للعدوان . a-k-67@maktoob.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 7091
القراءات: 1010
القراءات: 1169
القراءات: 955
القراءات: 955
القراءات: 943
القراءات: 1074
القراءات: 905
القراءات: 844
القراءات: 941
القراءات: 990
القراءات: 875
القراءات: 813
القراءات: 864
القراءات: 1067
القراءات: 947
القراءات: 766
القراءات: 954
القراءات: 975
القراءات: 1036
القراءات: 991
القراءات: 869
القراءات: 1039
القراءات: 948
القراءات: 1079

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية