فقد اعتبرتا ان التصدير هو اثبات وجود وهو, الى ذلك, مدخل لملاعب الاقتصاد العالمي.
الصينيون وبحكمتهم المعهودة والعريقة اخذوا المقولة المقلوبة وتعهدوا بتنميتها ليرتادوا من خلالها اسواق العالم بانسيابية وبسلام ايضا, وان كان ثمة احتلال بعيدا عن وجود العسكر فان الصين تنجز احتلالها شيئا فشيئا لاسواق العالم دون عنوة , ودون سلاح , سلاحها الوحيد جودة المانية وسعر صيني, ولذلك يطلق الصينيون مقولتهم في ان لابيت على وجه البسيطة إلا وفيه شيء من صنع ايديهم.
والتنين الآسيوي يحقق دائما فائضا في ميزان تجارته الخارجية , وأمريكا ومن ورائها الغرب الأوربي , يعزوان عجز موازينهم التجارية مع الصين الى سعر اليوان المنخفض , وبكين تضرب بمطالباتهم عرض الحائط وتفصح ان سعر عملتها المحلية تحدده ضوابط الاقتصاد .
ورغم تراجع فوائض ميزانها التجاري في العام الماضي نجد ان بكين تعول على سوقها الداخلية الواسعة , كواحد من منشطات الطلب , وتعول كذلك على ان تراجع الطلب على صادراتها هو مجرد جولة على الساحة الدولية , وانه لايعني بحال من الأحوال فل عزيمتها تجاه ان تبقى مصنع العالم . في حين يرى أهل الاختصاص ان توجيه قدر كبير من الإنتاج إلى الاستهلاك المحلي ليس بالامر اليسير , وانه يخفض من قدرات ماكينات الإنتاج بحيث لاتعمل وفقا لطاقتها الإنتاجية الحقيقية , ولاسيما اذا ترافق ذلك مع سلع صناعية موجهة لاستهلاك معين في الخارج اذ لا يمكن بيع محطات الكهرباء في محلات السوبر ماركت.