عندما يعانق دجلة الخابور.!!
من البعيد الأحد 7-3-2010م يونس خلف إذا كان البعض ينظر إلى مشروع دجلة والهدف منه بمنظار استخدام جزء من حصة سورية فقط فإن الرؤية الأكبر والأكثر اتساعاً هي أن هذا المشروع يشكل فعلياً منظومة ري متكاملة،
وهو الحل الاستراتيجي لحل أزمة العجز المائي في حوض الخابور ، لأن المشاريع الحكومية التي أقيمت على الخابور ومنذ عام 1997 ولتاريخه لم ترو إلا بشكل متقطع لعدم توفر مخازين مائية ، وانعدام جريان ينابيع رأس العين. والسبب كما هو معروف التدهور والانخفاض الذي حصل للمياه الجوفية في حوض الخابور ، ومن هنا تأتي أهمية دعم مياه نهر دجلة لسرير نهر الخابور وإعادة الحياة للنهر الوطني الوحيد في سورية الذي ينبع ويصب في أراضيها ، والأمر سيتم وفقاً للفنيين الذين يعملون من أجل تحقيق ذلك سواء في مديرية الموارد المائية أو الشركات المنفذة من خلال ربط مشروع ري دجلة مع مشروع ري الخابور وتغذيته بحجم مائي سنوي، وذلك لري مشاريع الري الحكومية في المنطقتين الأولى والثانية ، وإذا كان ذلك أحد أهم الأهداف الاستراتيجية لمشروع دجلة فإنه سيعمل إضافة لذلك على تأمين مياه الشرب للمدن والقرى الواقعة ضمن زمام المشروع ونهر الجغجغ وري حوالي 120 ألف هكتار من الأراضي الزراعية الجديدة ودعم 60 ألف هكتار من مشاريع الري الحكومية في مشروع الخابور، والحد من الاستنزاف الحالي للمياه الجوفية في أغراض الري. ولعل ذلك من أولويات برامج العمل لدى الهيئة العامة للموارد المائية في سورية التي تسعى دائماً إلى تقليص الفجوة بين الطلب على المياه والموارد المائية المتاحة من خلال رفع درجة التنظيم للموارد المائية وزيادة الاستفادة منها بما ينسجم مع التنمية المستدامة لهذه الموارد، ومن هذا المنطلق نبارك الجهود التي توصل الليل والنهار في موقع المشروع كي يصبح الحلم حقيقة وتعود الحياة للخابور عندما يعانق دجلة .
younesgg@maktoob.com
|