ولعل العامل الأول والأكثر أهمية بين العوامل التي أسهمت في استمرار العملية التربوية في مدارسنا ، ذلك الــتأسيس الصحيح للعمل على توفير الاستقرار لها بدءاً من اليوم الأول للعام الدراسي والاستعداد التام والمبكر لاستقبال الطلاب ، مروراً بتوفير مستلزمات المدارس من كتب ومدرسين وتجهيزات ، وصولاً إلى إيجاد قاعدة متينة لآلية العمل في القطاع التربوي ، إضافة إلى انجاز كافة التشكيلات والتعديلات والتعيينات الجديدة للكوادر التدريسية قبل بدء الدوام ، والحرص على مد الجسور مع الأهالي ومشاركتهم في التصورات التي تسهم في استمرار الاستقرار وتعميق التعاون بين الأهل والمدرسة، وبالتالي فإن للأسرة هنا دور ومسؤولية حيث نردد دائماً إن التربية بالقدوة هي التربية الأكثر تأثيراً في الصغار.
ومن هنا فإن رؤية الصغار للآباء والأمهات وهم يقومون ببعض الأعمال تجعلهم يعملون على تقليدهم كما هو الحال كذلك بالنسبة للمؤسسات التعليمية التي تعنى بصياغة عقول الأجيال واهتماماتها ، بدءاً من رياض الأطفال حيث يكون تقبلهم لما يرون ويسمعون كبيراً .
ولذلك لا بد من أن تكون المسؤولية تكاملية بين المجتمع والمؤسسات التربوية وهي مناسبة ونحن نتحدث عن أهمية هذا الاستقرار أن نشير من الآن إلى التهيئة المسبقة لامتحانات الشهادتين التعليم الأساسي والثانوية لتجاوز كل ما يمكن أن يقلل من شأن هذه الامتحانات من خلال دراسة أماكنها الآمنة وتوفير الكوادر النزيهة والقادرة على ضبط الامتحانات ومنع أي تجاوز عليها ووضع الجميع تحت القانون وعدم السماح لأي جهة بالتدخل فيها غير الجهات المعنية بها ، ومن المفيد ألا نؤجل الاستعداد إلى زمن قصير يسبق الامتحانات والتجربة أكدت وفي أكثر من قطاع أن التحضير المبكر يوفر كل مقومات النجاح للعمل ، وهنا في القطاع التعليمي يكتسب الأمر أهمية استثنائية لأن التخطيط أساس النجاح.
ولا شك أن هذه مسؤوليتنا جميعاً لأن التقدم العلمي والتربوي هو الذي يرسم ملامح مستقبلنا .
younesgg@gmail.com