تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تأثير متعد

على الملأ
الأحد 28-2-2010م
مصطفى المقداد

تنذر الأزمة المالية في اليونان الاتحاد النقدي الأوروبي بكوارث غير منتظرة، وتعيش منطقة اليورو مناقشات حادة بشأن الطريقة الواجب اتباعها لاخراج حكومة أثينا من أزمتها هذه والحفاظ على المعايير المطبقة للاتحاد الأوروبي.

فالازمة تشكل أول تجربة أزموية تعيشها دول منطقة اليورو الست عشرة بعد الدخول في الوحدة النقدية عام 1999 الامر الذي يدفع للبحث عن آليات تحقق جديدة تكشف التلاعب في تقديم البيانات المالية للدول الراغبة بالانضمام من بقية دول الاتحاد السبع والعشرين وقد تؤدي الازمة الى تأخير انضمام دول البلطيق المنتظر انضمامها بدءاً من العام الحالي وخاصة بعد أزمة مالية عاشتها لاتفيا مؤخراً وبدأت دول البلطيق خططاً لمساعدتها في الوصول الى تحقيق المعايير الاقتصادية التي لا تسمح بعجز في الموازنة يزيد عن 3٪ من الناتج المحلي الاجمالي.‏

ويتخوف الأوروبيون من انتشار عدوى الأزمة المالية اليونانية ووصولها الى الاقتصادات الضعيفة المهددة بارتفاع في عجوزات الموازنة مثل ايطاليا واسبانيا والبرتغال كما يتخوفون من احتمال تدخل البنك الدولي في فرض اجراءات تقشف ووضع ضوابط وهو ما كانت تخشاه دول الاتحاد الأوروبي دوماً في المحافظة على التعاون الذاتي لتجاوز مشكلاتها.‏

وفيما يتخوف كثيرون من امتداد تأثير الازمة اليونانية على كثير من دول العالم باعتبار أن حجم مديونيتها يتجاوز 400 مليار دولار فإن آخرين يرون أن تأثيرها على الاتحاد الأوروبي لن يكون كبيراً لأن اسهامها لا يتجاوز 2٪ من مجمل الاقتصاد الأوروبي ويبقى الخوف هنا من امتداداته على دول أخرى.‏

والتجربة الأوروبية الأولى ستدفع السلطات الاقتصادية والمالية للتشدد في معايير الانضمام من جهة وايجاد آلية للتحقق الداخلي من جهة ثانية.‏

وتنتظر اليونان خلال الفترة القادمة المزيد من زيارات المسؤولين الماليين في الاتحاد الأوروبي للوقوف على متابعة الاجراءات التي بدأتها الحكومة الاشتراكية القادمة الى الحكم منذ تشرين الثاني الماضي والتي ستطبق اجراءات تقشف في القطاع العام تتمثل في خفض الرواتب في القطاع الخاص وتتمثل في ايجاد نظام فاعل لمواجهة التهرب الضريبي وذلك لتحقيق الهدف المنشود والوصول الى خفض العجز في الموازنة من 12،7٪ الى 8،70٪ خلال العام العالي و الاستمرار في خطتها للوصول الى عجز يقل عن 3٪ مع نهاية 2014.‏

والامر لن يكون سهل التنفيذ نظراً لارتباطه بالتسهيلات الأميركية المقدمة للحكومة اليونانية بصورة قانونية دون أن تتخذ صفة القروض الأمر الذي أخفى الواقع الاقتصادي وحقائقه وهنا تبدو منعكسات السياسات المالية الأميركية وتأثيرها في السياسات الاقتصادية للحكومات المتعاملة معها والتي تخوض مغامرات غير مضمونة النتائج قد تكون مفيدة على المدى القصير لكنها تترك تأثيرات كارثية على المدى الطويل.‏

تعليقات الزوار

خالد الصباح |  khsb4@yahoo.com | 28/02/2010 10:17

شكرا للأستاذ مصطفى على هذا التعليق القيم... السؤال هو هل ستطال الأزمة باقي الدول أم لا ؟؟؟؟

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 مصطفى المقداد
مصطفى المقداد

القراءات: 11634
القراءات: 950
القراءات: 886
القراءات: 865
القراءات: 904
القراءات: 929
القراءات: 972
القراءات: 894
القراءات: 945
القراءات: 1006
القراءات: 964
القراءات: 955
القراءات: 974
القراءات: 973
القراءات: 977
القراءات: 1072
القراءات: 1006
القراءات: 1055
القراءات: 1063
القراءات: 1044
القراءات: 921
القراءات: 991
القراءات: 1038
القراءات: 1041
القراءات: 952
القراءات: 1091

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية