ست وعشرون عميلاً من الموساد وعملائه حتى الآن ثبت ضلوعهم في عملية اغتيال محمود المبحوح في مقدمتهم مائير دوغان رئيس الموساد الإسرائيلي الذي قال فيه رئيس شرطة دبي أنه « لو كان رجلاً وشجاعاً لأعلن للعالم مسؤوليته عن تدبير الاغتيال » ؟
هل يحتاج قتل رجل إلى هذا الرقم من القتلة والمجرمين لاغتياله , وماذا لو أن القتل كان مواجهة وليس غيلة فكم كان دوغان سيحشد من القتلة لمثل هذه المواجهة ؟
بالطبع , الجريمة ليست ذات دلالات كمية أو نوعية بقدر دلالاتها الأخرى غير المعلنة أو المفضوحة , والتي أولها أن عملية الاغتيال إياها لم تظهر قوة الموساد الشائعة بقدر ما أظهرت ضعفه وجبن رجاله وعملائه , بحيث إن اغتيال رجل واحد احتاج إلى خمس مجموعات للتنفيذ جرى كشفها جميعا على وجه التقريب .
وثانيها : إن السر ينتشر إذا جاوز عدد حملته اثنين فما بالك بست وعشرين , ودلالة ذلك ليس غباء إسرائيليا بشروط السر , بل استهتار كامل و فاضح بالنتائج الممكنة لافتضاحه , أي أن قادة الكيان الإرهابي ومسؤوليه لم يكن في وارد حساباتهم الاهتمام بهذه النتائج أو التحسب لها نتيجة المواقف المنحازة لهم التي تعودوها من الغرب عامة .
وثالث الدلالات وأهمها , أن عملية اغتيال بهذا الحجم من التهور والطيش والقرار المتسرع , رغم كل ما رصدته إسرائيل لها , ورغم نجاحها, تكشف عن حالة ارتباك سياسي حقيقي داخل أروقة القرار في الكيان الإرهابي بحيث أن ما انفتق في القربة الإسرائيلية من الثقوب أكثر كثيراً مما رقعته عملية الاغتيال , وما انكشف من المستور الإسرائيلي أمام العالم أكثر كثيراً مما حاولت إسرائيل إخفاءه .
ستظل هذه المسألة مفتوحة , للتساؤل على الأقل , لدى كل الذين نالت منهم الرعونة الإسرائيلية بطريقة ما , خاصة الدول الأوروبية التي استغفلت باستخدام وثائقها وجوازات سفرها , وربما مواطنيها , ولن تنجح دبلوماسية أفيغدور ليبرمان الحمقاء إغلاقها بسهولة .