تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الصـــورة أولاً

رؤية
الأربعاء 20-6-2012
سوزان إبراهيم

مع أن الإعلام - والتلفزيون بخاصة - صار الوسيلة الأكثر سطوة في العالم, وتُنفذ به وعبره سياسات وإيديولوجيات للسيطرة على هذا العالم, يبدو أننا مازلنا نرى فيه مجرد وسيلة تسلية أوتثقيف إذا أحسنّا الظن والتفاؤل,

ويندر أن نرى دراسة أو بحثاً حول أهمية هذا المتوحش الذي ابتلع كل شيء وأعاد إنتاجه بطريقة تخديرية وبسلطة على الوعي الشعبي!‏

«في زمن الحرب، الحقيقة شيء نفيس ونادر لدرجة أنه يتوجب دوماً تغليفها بطبقات عدة من الأكاذيب».. هذا ما قاله ونستون تشرشل, ونحن اليوم في حالة حرب وليس بيننا من يظن عكس ذلك.  ‏

استطاع الإعلام عبر الصورة, أن يوحد العالم ذات يوم على مشهد جنازة الليدي ديانا, وصارت فضيحة كلينتون- لوينسكي الشغل الشاغل للعالم كله, بينما مجازر رواندا التي فتكت بحوالي مليون شخص, لم تكن في الواجهة لغياب الصورة عنها. (لو سألَنا أطفالُنا: ماذا فعلتم ضد مجازر رواندا؟ سنجيب: كنا مشغولين بستيفاني أميرة موناكو!).‏

يتبنى الإعلام الحربي عملية «حشو الدماغ» ليثبت أن المعتدي لايفعل سوى الدفاع عن حقه المشروع لتجنب أي غزو محتمل لأرضه.. (وأن جندي الخصم يغتصب الفتيات وينكّل بالعجزة والأطفال، ينتهك المقدسات ويرتكب الفظائع... وما إلى ذلك. وهكذا ادّعى مدونو أخبار الحملات الصليبية في نهاية القرن الرابع, ولتجييش الرأي العام، أن الأماكن المقدسة تعرضت للتدنيس وأن الكنائس تحولت إلى مساجد أو إسطبلات وأن مسيحيي الشرق يتعرضون للإبادة...).‏

ربما لهذا قال أحد أقطاب الصحافة عام 1898 روندولف هيرست: «أعطوني الحرب وخذوا مني العناوين الكبرى». ألا نتذكر أسطورة الأطفال الرضع الكويتيين الذين ماتوا في الحاضنات لأن الجيش العراقي قطع عنها التيار الكهربائي؟ الكل يعلم اليوم أنها كانت مجرد أكذوبة لفقها أحد مواقع الإنترنت الأميركية! تيري مايسون استطاع أن يبيع 200 ألف نسخة من كتاب له يؤكد فيه أن المخابرات المركزية الأميركية السي أي إي هي التي ارتكبت الاعتداء ضد البنتاغون!! بينما ألّف جان بورديارد كتابه «حرب الخليج لم تقع»...‏

في عالم اليوم تغيرت تراتبية هرم السلطات وانقلبت ليغدو الاقتصاد في قمة الهرم, يليه الإعلام المتداخل كثيراً مع الاقتصاد, ثم السلطة السياسية!‏

لم يعد الإعلام قادراً على تحقيق معادلة: إعلام= حرية= ديمقراطية, فالإعلام اليوم يشكل «ثورة آنية فورية.. ثورة الوشاية والتشهير والإشاعة» إنه إعلام النقل المباشر من مكان ما, معتمداً فكرة أن مالاتنقله الصورة فهو غير موجود, وهكذا تصبح المعلومة سلعة على حساب الرسالة الجوهرية لوسائل الإعلام: الحوار الديمقراطي وإغناؤه!‏

suzan_ib@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 سوزان ابراهيم
سوزان ابراهيم

القراءات: 1457
القراءات: 1396
القراءات: 1626
القراءات: 1536
القراءات: 1614
القراءات: 2010
القراءات: 1424
القراءات: 1545
القراءات: 1525
القراءات: 1594
القراءات: 1520
القراءات: 1637
القراءات: 1591
القراءات: 1533
القراءات: 1601
القراءات: 1638
القراءات: 1610
القراءات: 1645
القراءات: 1649
القراءات: 1596
القراءات: 1618
القراءات: 1659
القراءات: 1677
القراءات: 1687
القراءات: 1640

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية