لقد شهدت العلاقات السورية الروسية والتي تعود إلى منتصف القرن الماضي نمواً مطرداً وفتحت الزيارات الثلاث التي قام بها الرئيس الأسد إلى روسيا والتي كان آخرها عام 2008 آفاقاً واسعة لتطوير هذه العلاقات ودفعها إلى الأمام، وتأتي زيارة الرئيس ميدفيديف والتي وصفها الرئيس الأسد بأنها محطة تاريخية هامة لتعطي دفعاً قوياً على طريق تعزيز وتطوير هذه العلاقات بما يحقق مصالح وطموح الشعبين الصديقين.
إن دور سورية المحوري في إيجاد حل لقضايا المنطقة ومكانة روسيا الدولية التي تؤهلها للعب دور فاعل في تحقيق الأمن والسلام في المنطقة يعطيان للتنسيق والتشاور والحوار السوري الروسي أهمية استثنائية تعود بالفائدة على المنطقة والعالم ولاسيما أن المنطقة تشهد توتراً كبيراً وخاصة في الأراضي العربية المحتلة وذلك بسبب سياسة التعنت والإرهاب الاسرائيلية التي من شأنها خلق مناخات تزيد التوتر وتجر المنطقة إلى مزيد من الحروب الكارثية وعدم الاستقرار الأمر الذي يتطلب تضافر الجهود لاحلال السلام والاستقرار فيها.
إن شعوب المنطقة التي تطمح إلى منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل وبمستقبل سلمي ومستقر تعول كثيراً على روسيا باعتبارها قوة عظمى وذلك لاقامة نظام عالمي متعدد الأقطاب يعيد للعلاقات الدولية توازنها ولتطبيق قرارات الشرعية الدولية التي من شأنها تحقيق السلام العادل والشامل الذي يعيد الأرض والحقوق لأصحابها الشرعيين ويوفر الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة.
mohrzali@gmail.com