ولا نكون مغالين اذا ما قلنا ان مسألة اعفاء العاملين في الكهرباء من بعض الشرائح يشكل هدرا كبيرا في الطاقة, لان هؤلاء الذين يشملهم الاعفاء او التعرفة المخفضة يستغلون هذه المسألة ولا يتوانون في استخدام هذه الطاقة بكل شيء...
والكهرباء فوق كل ذلك تطالعنا بتعرفات تقول عنها انها لصالح المستهلكين, لكنها في الواقع عبء كبير عليهم, ومثالنا على ذلك تلك التجربة التي اتحفتنا بها في الدورتين الخامسة والسادسة السابقتين, هاتين الدورتين اللتين احدثتا صدمة حقيقية للمشتركين, لا سيما اذا ما علمنا ان العاملين الذين يقومون على قراءة العدادات, لا يقومون بعملهم على الشكل الامثل, الامر الذي احدث صدمة للمشتركين, حيث كانت مبالغ هاتين الدورتين عالية جدا, للشرائح التي لم يتجاوز استهلاكها ال(2000) كيلو واط وذلك نتيجة القراءات غير الصحيحة والتي غالبا ما تقدر تقديرا, ناهيك عن عدم استفادة المشتركين من اسعار الشرائح التي تكون تحت رقم استهلاك ال(2000) كيلو واط وما دون.
نحن مع ترشيد الاستهلاك في الطاقة,لأننا ندرك جيدا كم هي المبالغ مرتفعةو التي تدفع لانجاز المشاريع التي تؤمن لنا الكهرباء, لكن بالمقابل يفترض ان تكون هناك معايير صحيحة ومدروسة في مسألة وصولها الى كل منزل, خاصة منازل ذوي الدخل المحدود الذين باتوا يفضلون الشموع على الكهرباء لان ارقام الفواتير لا تطاق, وربما ثمن الفاقد ايضا..معادلة كهربائية غير صحيحة تحتاج لدراسة معمقة, تتوجه ليس لذوي الدخل المحدود, انما لتلك الشريحة المملوءة ماديا وكيفية استجرارها للكهرباء..عندها يمكن تحقيق جزء يسير من العدالة في استهلاك الطاقة التي نحن بأمس الحاجة اليها, لا سيما واننا نعيش صيفا حارا...