وإذا بزوجته تطل برأسها من ورائه, وتقرب بصرها من ورقته وتبعدها, فقال لها:
- نعم يا ست الحبايب? ماذا تريدين?
قالت: مع أني واثقة من أنك لا تكتب شيئاً له قيمة, ولكن الفضول يدفعني لأن أعرف ماذا تكتب.
قال: إنني أكتب, مثلما توقعت, شيئاً غير ذي قيمة, ولكي أكون صادقاً معك ومع نفسي ومع القراء الأكارم سأعترف بأنني لا أمتلك موضوعاً محددا أكتب عنه, لذلك سأتكئ على الصحفي المصري الألمعي صلاح عيسى الذي يحكي في إحدى زواياه الصحفية عن قرية عربية أصيلة تشبه القرية التي وصفها سماها الصديق تاج الدين الموسى قرية المركونة وقال إنها تتألف من حارتين, إحداهما شرقية والثانية غربية, وإن بين الحارتين آهات وثارات, وما صنع الحداد!
في هذه القرية جرت انتخابات للمجلس النيابي, وقد رشح أحد الرجال, وهو ليس محسوباً على أي من الحارتين, نفسه لعضوية المجلس, وهو يعلم أنه سيحصل على أصوات الناخبين من الحارتين وحينما ذهب إلى زعيم الحارة الغربية, وطلب منه المؤازرة فاجأه ذلك الزعيم بقوله:
- نحن بالتأكيد سنعطيك أصواتنا, كاملة, غير منقوصة, ولن نضع في الورقة الانتخابية اسماً آخر مع اسمك, يعني سنعطيك أوراقاً بيضاء, ولكنني أريد أن أسألك سؤالاً محدداًَ هل سينتخبك أهالي الحارة الشرقية أم لا?
قال: طبعاً سينتخبونني .
فقال له الزعيم:إذن, يفتح الله!
دهش المرشح وقال للزعيم: عجيبة! هل عندك مانع من أن ينتخبني أهالي الحارة الشرقية?
فقال الزعيم: أنت فهمتني على نحو خاطئ, أنا لا أمانع في أن ينتخبك أهالي الحارة الشرقية, ولكنني لا أرضى على نفسي وعلى جماعتي أن تلتقي أوراقنا الانتخابية مع أوراقهم الانتخابية في صندوق واحد.
دهشت زوجة الكاتب العفشيكا وقالت له: يا لها من حكاية!وماذا وضعت لها عنواناً?
قال:معقولة نتفق?
فقالت الزوجة: عنوان تقليدي وغير مناسب لمضمون الحكاية, برأيي أن تضع بدلاً منه العنوان التالي: معقول نتطور?!