تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مَن يوقد النار?!

الافتتاحية
الأربعاء 25/6/2008
بقلم رئيس التحرير: أسعد عبود

لم تعرف البشرية في تاريخها كذبة أكبر مما احتوته حكاية النفط "مستعبد الشعوب", حالة فريدة أن تملك الدول الغنية ماتحتويه اراضي الدول النامية والنفطية أو الجزء الأكبر منه..

وعندما يتراجع الجزء المتبقي للدول صاحبة الأرض والبئر, لا أحد يصرخ.. بل يعتبر ذلك طبيعياً ودليل عافية للاقتصاد العالمي.»لم يمض زمن طويل على يوم كان فيه سعر برميل النفط أقل من تكلفة استخراجه« . أما أن يزداد نصيب الدول صاحبة الأرض والآبار دون النفط !! فيعتبر ذلك كارثياً, وعليها هي- أي الدول النفطية- تقديم الحلول.. رغم أنها الأقل تأثيراً في أسباب ارتفاع أسعار النفط.‏

نصيب الدول المستوردة للنفط المستخرج في الدول المصدرة أكبر بكثير من نصيب هذه الأخيرة.. والحساب على أساس عائد الدول النفطية, مقابل عائد الشركات الغربية والعالمية والضرائب المفروضة على النفط والأرباح التي يتقاضونها من تجارة وتسويق المنتجات النفطية, دون الوصول الى ريعية تصنيع النفط وتحويله الى منتجات بيتروكيماوية أو إلى طاقة.‏

إلى الآن لم تُظهر الدول المستوردة التي يرتفع صوتها بالشكوى اليوم والتحجج بالنفط كسبب لارتفاع الأسعار في السلع الأخرى, ترحيباً باقتراح الرئيس الإيراني احمدي نجاد , بأن يترك لشركات الدول المنتجة حق تجارة وتوزيع المشتقات النفطية في الدول المستوردة.. بما يكفل إيصالها بأسعار أقل إلى المستهلك في هذه الدول, ولا أعتقد أنهم سيرحبون.. علماً أنه اقتراح جيد في حال كانت الدول الرأسمالية تؤمن فعلاً بحرية التجارة والسوق.‏

لم لا..?!‏

إذا كانت شركات استيراد النفط الغربية عاجزة عن إيصاله إلى مستهلكيه إلا بهذه الأسعار الفلكية, فالدول المنتجة مستعدة أن توصله لهم.. إيران على الأقل.. وربما دول أخرى.‏

لم لا?!.‏

ألا تملأ شركات الدول المستوردة شوارع وأسواق الدول المنتجة , اليوم تنبه البنك الدولي ومعه دول »كريمة« إلى حاجة الدول الفقيرة, وعدم قدرتها على مواجهة الأسعار.. لكن هذه اليقظة لاتبتغي أبداً إصلاحاً جذرياً للواقع القائم .. بل التعامل معه على أساس ديمومته.‏

يعني ديمومة النهب الغربي لنفط الدول النامية .. ورميهم بالمعصية?!‏

هذا فساد النظام الاقتصادي العالمي..‏

هذا هو الاستعمار ولم تتم تصفيته أبداً...‏

هذه هي السرقة, والسارق يصرخ: حرامي .. حرامي..‏

هذا هو الكذب والتعمية .. فهم يريدون أن يصوروا للعالم أن الطريق الوحيدة لتهدئة أسعار النفط هي زيادة الإنتاج - كي يقصروا عمر النفط في الأرض .. وكي يقصروا عمر احترامهم »المجامل« للدول المنتجة .. يريدون النفط فقط, حتى ولو وصلوا إلى سفك الدم كما حصل في العراق..‏

أما الجشع الرأسمالي الذي أوصل العالم إلى هنا .. فسره عند الفقراء!!‏

هم يحرقون الذرة والمنتجات كي لا يأكل جياع العالم .. ولا يقبلون أن تحدد الدول المنتجة للنفط إنتاجها منه .. كيف..?!‏

ومع ذلك يجدون من يصرخ معهم .. حلال للشاطر ..إنه العلم والحضارة?!‏

نحن بالتأكيد لسنا مع أن يشوى العالم,لا سيما دوله الفقير بأسعار النفط .. لكننا لا نجهل من يوقد هذه النار!‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 25/06/2008 05:01

طبعا لانجهل من يوقد هذه النار, لكننا لانفعل شيئا لإخمادها أو منع من يوفدها, بل نحن نساعد في إيقادها.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 788
القراءات: 817
القراءات: 807
القراءات: 900
القراءات: 747
القراءات: 867
القراءات: 812
القراءات: 857
القراءات: 788
القراءات: 833
القراءات: 736
القراءات: 826
القراءات: 825
القراءات: 788
القراءات: 828
القراءات: 960
القراءات: 696
القراءات: 1005
القراءات: 1164
القراءات: 899
القراءات: 857
القراءات: 1183
القراءات: 1070
القراءات: 852
القراءات: 1011

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية