تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عزاء السوريين المر

معاً على الطريق
الثلاثاء 20-8-2013
خالد الأشهب

مع أن حبال الكذب دائماً قصيرة , ومع أن الناس تؤخذ حيناً بالمظاهر والقشور الرتيبة إلى أن ينكشف اللب عن الخواء , إلا أن الحنكة والدهاء والخبرة من جهة , وسوء النيات وخبث السرائر المدروس من جهة ثانية , يفيد أحياناً في إعماء العيون والقلوب ,

وفي الطلاء على فارق الألوان لتبدو لوناً واحداً .. لكن المحصلة النهائية هي في الصحيح الذي يصح أخيراً!‏

لدى ائتلاف “ الدوحة “ .. ولن يكون مسمى بغير ذلك حتى لو غاب حمد وحل بندر محله , طموح ردده لسان رئيسه المستجد بتشكيل “ جيش وطني “ سوري جديد , وبقوام ستة آلاف رجل يجري تدريب نصفه اليوم في القواعد الأميركية في “ شرقي الأردن “ .. وهذا أيضاً سيظل “ شرق أردن” نسبة إلى النهر فحسب , ولن يكون مملكة هاشمية حتى ولو طالت فيه حبال الكذب في النسب والحسب .. وبإدارة أميركية وصدقة سعودية !‏

أتساءل مع ملايين السوريين : إذا كان هذا طموح معارضات حمد وبندر اليوم .. وما تحقق بعد, فمن تكون إذاً تلك العشرات من آلاف المسلحين المدججين بأحقاد الفكر الأعمى كما السلاح والمال .. الذين يقاتلون في أربع جهات الأرض السورية منذ ثلاثين شهراً , يقتلون ويحرقون ويدمرون ويرتكبون كل معاصي الأرض والسماء .. ويقولون إنهم في ظلكم ورعايتكم ؟‏

وإذا جاز لهذه المعارضات أن تتنصل من الإشراف على جيوش المرتزقة هذه وقيادتها وتوجيهها , أو أن تتمطى على فراشها وتستدفىء بدفئها وتقتات ثمارها الحرام .. فهل ستتنصل أيضاً من بديهية الاعتراف بعجزها عن إحلال ستة آلاف فحسب محلها , وعن حمل رايتها والسطو على دورها ووظيفتها .. إن أفلحت ؟‏

أتساءل مع الملايين ثانية : إذا كان طموحكم إقناع ستة آلاف من السوريين للقتال معكم بعد ثلاثين شهراً من القتال الجاري .. فكم أقنعتم من بينهم خلال الأشهر الثلاثين الماضية , وكم سنة ضوئية تحتاجون لإقناع ثلاثة وعشرين مليوناً من السوريين .. بل قل نصفهم على الأكثر , أي خمسون في المئة + واحد .. كما تقول كراساتكم في الديمقراطية وحكم الصناديق ؟؟‏

أتدرون أيها المؤتلفون اليوم , في جيب بندر أو على حذائه لا فرق , أنتم كارثة حقيقية ثلاثية الأبعاد , كارثة على السوريين بما اتضعتم في قعره من درك “ القيادة السياسية “ الرذيلة المباعة المشتراة في أسواق اللصوص و” الحرامية “من أميركا إلى أوروبا إلى الخليج ! .‏

وأنتم كارثة على أنفسكم بأنفسكم بما أنتم عليه من الحمق والغباء والجهل وانحطاط الأخلاق .. اللهم إلا ثقافتكم الواسعة في الرخص والاستهلاك والاستعمال لعدد غير محدد من المرات .‏

ثم , أنتم الكارثة الأكبر على مشغليكم وشاغليكم بما أنتم عليه من انحطاط أخلاقي وسياسي وثقافي ومعرفي .. حتى لقد طيرتم من رؤوسهم كل ثقافات النصب والاحتيال المعروفة والمتخفية , ودفعتموهم إلى الارتطام بالحائط كما لم يفعلوا من قبل .. بخبطهم وعشوائكم !! وهذا هو عزاء السوريين المر ؟؟‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خالد الأشهب
خالد الأشهب

القراءات: 2200
القراءات: 2101
القراءات: 2523
القراءات: 2479
القراءات: 2255
القراءات: 2622
القراءات: 2567
القراءات: 2504
القراءات: 2273
القراءات: 2596
القراءات: 2808
القراءات: 2700
القراءات: 2402
القراءات: 2861
القراءات: 2929
القراءات: 3011
القراءات: 2793
القراءات: 3170
القراءات: 3120
القراءات: 3226
القراءات: 2623
القراءات: 3093
القراءات: 3578
القراءات: 3341
القراءات: 3398

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية