وهل حلف شمال الأطلسي« الناتو» مهدد، ومن أين يأتيه هذا التهديد المزعوم. الوقائع التاريخية القريبة والبعيدة تبرهن أن الناتو كان يتدخل دوماً داخل حدوده وخارجها وبذرائع مختلفة. ولم يمنع حل ميثاق حلف وارسو وتفكك الاتحاد السوفييتي وانتهاء الحرب الباردة الأطلسي من التوسع وزيادة عدد أعضائه وبناء قواعد عسكرية جديدة في أنحاء مختلفة من العالم، والتدخل عسكرياً في أكثر من مكان والتهديد باستخدام القوة دوماً، وهو يضع برامج توسعية جديدة، آخرها ما أعلنه أمين عام الناتو الجديد من ميونيخ اندرس فوغ راسموسن بدعوته لتحويل الحلف إلى منتدى أمني عالمي والهدف واضح فبعد إنشاء الأطلسي وإلى يومنا هذا، وهو السيطرة على مصادر الطاقة وطرق المواصلات العالمية، من أنابيب النفط الاستراتيجية إلى المياه الدولية والممرات البحرية التي تعبرها ناقلات النفط العملاقة، وحرمان بقية دول العالم من هذه المادة الحيوية للاقتصاد والتقدم والازدهار.
لذا نجد أن دولاً مثل روسيا تنبهت لهذا الخطر الداهم فأعلنت عن عقيدة عسكرية جديدة قوامها أن الناتو هو الخطر الأكبر علينا. وكذلك نجد الصين تعزز قدراتها الدفاعية، وتسعى دول أخرى لتحصين نفسها من هذا الخطر المحيق بها.
لأن الأطلسي برهن قولاً وفعلاً أنه منظمة عابرة للمحيط وأنه يسعى لعولمة قواته العسكرية خدمة لمصالحه فقط.