1 - النظر لما يحدث في سورية على أنه حرب، تتضمن عنفاً وآلاماً بشرية ولابد من أن تتوقف، دون الإلقاء على واحد من أطرافها فقط «الدولة» مسؤولية إيقافها وكأنها حرب من طرف واحد.
2- الإقرار بفرص الحل السلمي السياسي وضرورة السعي إليه بكل السبل.
3– ضرورة تقرير الشعب السوري لمستقبله بنفسه.
4– ضرورة الضغط على طرفي النزاع.
5– الإقرار بالدور الروسي في حل هذه الأزمة، وربما فيما هو أبعد من ذلك بكثير.
هذا أهم ما أظهر الزعيمان اتفاقهما عليه، مقرين بأن ثمة الكثير مما اختلفا عليه بالشأن السوري. وبالتأكيد هناك أيضاً ما اتفقا عليه ولم يعلناه، ولعله الأخطر! فإن لم يكن، هو على الأقل الأجدر بالرعاية والاهتمام.
هاتان دولتان صاحبتا مصالح، بالتأكيد وبشكل طبيعي، وكل عاقل عليه أن يقدر أن دولتين مثل روسيا الاتحادية والولايات المتحدة، ليس من السهل أن تعطي أي منهما الأولوية للمصالح السورية، على مصالحهما، وهما مقرتان ب«ضرورة تقرير الشعب السوري لمستقبله بنفسه».
هذا ما يراه الروس والأميركان، فما الذي يراه السوريون؟!
يكاد العالم– عدا العرب والترك– يقول: لا حل ما لم يوحٌد السوريون رؤيتهم. ليس لخيار سياسي جاهز، بل لطريق تحقق الآلية لأي خيار سياسي يختارونه، بعيداً عن الرغبة في الانتقام، وتسبيق الحكم لحيثياته والإسقاط المسبق لأقواس العدالة والاستعاضة عنها بعدالة الكراهية والقتل، فهل نحن على الطريق؟!
على أصوات الانفجارات وأزيز الرصاص ومنظر طوفان الدم السوري، لا نبدو كذلك ؟! ولن نكون حتى يتوقف سوري عن رؤية انتصار له في قتل سوري آخر، أو إتلاف شيء من موجودات هذا الوطن.
هل نساوي بين الموقفين الروسي والأميركي؟
كل من الموقفين يولد من تاريخ لعلاقات أحد البلدين بسورية، أين وقفت الولايات المتحدة دائما من القضايا السورية الوطنية والقومية؟ وأين كانت تقف روسيا؟ أليس من المستهجن اليوم أن يستهجن أحد أن روسيا تزود سورية بالسلاح ؟ هذه حكاية عمرها أكثر من نصف قرن، ثم.. هل نسيتم أن هناك جولاناً محتلاً؟!
لقد أظهرت روسيا دائماً رغبتها في الحل السياسي للأزمة والتقت أطرافها بحثاً عن فرصة حوار لكن استصغار أطراف الصراع لشأن الآخر، وثقتها بالنصر التي ساهم فيها الدعم الخارجي، منع قيام الحوار. ولننتبه... لروسيا مصلحة كبرى، لا تتوفر عند أميركا، في استقرار المنطقة، وليست مصلحتها في الفوضى، ولو كانت خلاقة.
As.abboud@gmail.com