مشاعر الذي اقتربت النار التي ساهم طويلاً في اضرامها والنفخ عليها، من لحيته. تأخر في تقدير العواقب، وعندما كاد يدرك الحقيقة أخطأ مرتين.
الخطأ الأول أن الأمن الذي لا يتجزأ هو أمن المنطقة وتحديداً أكثر هو الأمن العربي، إن كان من فرصة لنا للبكاء على الأطلال. عندما انهار هذا الأمن المعتل أصلاً، بدأت النار تقترب من الجميع. والذين يستظلون اليوم بالمظلة الأميركية الإسرائيلية الغربية الاستعمارية، سيواجهون ما هو أشد وأقصى مما تواجهه سورية والعراق وحتى ليبيا! والأيام شاهدنا.
إذا كان النفط والمال و«موقعُ أجرٍ» على أرض صلبة للقدم الغربية الاستعمارية باتجاه آسيا هو المطلوب، فليس ثمة من يحمي دول النفط؟ حتى وإن تبرعت بكامل نفطها. لقد استعد صدام حسين لفعل ذلك ليهرب من أنياب الوحش الامبريالي فماذا كانت النتيجة ؟!. الغرب يريده نفط المنطقة دون وكالة لأحد ... فقط بعض الفتات من متع الدنيا ترمى لأصحابه كما ترمى للحيوانات الأليفة غير المحترمة. والخليج بوابة عبور هامة إلى آسيا المستهدفة استراتيجيا.
ثم إن وصلت سورية والعراق إلى التنسيق المنشود الذي لا بد أن يكون أحد أهم المحاور التي طرحها وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري في زيارته الأخيرة لدمشق، فإنهما ستشكلان أول طلائع الدول العربية الخارجة من أتون الارهاب لتواجها حقائق التاريخ والجغرافيا، ليس لأول مرة في التاريخ.
من يقرأ بتأن تصريحات سعود ابن سعود، يلمس سوء النية مباشرة. وهو سوء نية مدعوم بسوء نيات العديد من المواقف الدولية وصولاً إلى هيئة الأمم المتحدة. سعود ابن سعود قرن رؤيته للأمن بالتهديد العسكري !!؟ يعني الاستعداد لدخول الحرب بقوات غير مشهود لها !! ونذكره كيف اخترق صدام الخارج للتو من حربه مع ايران التي اضنته، الخليج ودرعه ببعض من قواته وبقية الفصول تعرفونها.
ثم لا ينسى زعيم الخليج غير المتوج وغير المعترف به من كثيرين في الخليج ... لا ينسى طرفاً ثالثاً ما زال يتحداهم رغم علاقة الناسخ بالمنسوخ، هو القاعدة وفصائل للإرهاب أخرى، بعضها موجود وبعض سيتوالد كالجرذان عندما تصبح البيئة مهيأة له.
سوء النيات السعودي الدولي الأممي بالنسبة لليمن واضح جداً، ابتداء من الدعوة للتفاوض والحوار وانتهاء بالشروع بالعمل المسلح. حتى تحديد مكان لإقامة الحوار... هم يتعمدون اقتراح الأمكنة التي تثير اشكالاً « الرياض .. الدوحة « ...؟! لماذا ليس مسقط مثلاً التي يمكن أن تمثل مكاناً أكثر حيادية ؟ يجيبكم بن عمر اليوم.
إذا كان ثمة طيف لنيات طيبة حول الأمن وأنتم على أبواب قمة مترهلة، فإنه الأمن العربي ... وأمن المنطقة مع ايران وتركيا، أيها الزاعمون أن مكانكم في القمة.