تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


زمن الإرهـــــاب

معاً على الطريق
الخميس 4-2-2010م
عبد النبي حجازي

بمناسبة البدء بمحاكمة توني بلير عن جرائمه في العراق (لتحفظ بريطانيا هيبتها!) نتذكر كيف اختل توازن دبليوبوش عقب أحداث11أيلول 2001 فطرح شعار (محاربة الإرهاب)

وامتدت إصبعه إلى العراق (حاضنة الإرهاب) ثم اتسع شعاره ليشمل جميع المسلمين على وجه الأرض وفي كل مرة يقول بلير (آمين) مغمضاً عينيه . لفق بوش التهم لصدام وغزا العراق بموافقة الأمم المتحدة , وبغض النظر عن أهداف الغزو الحقيقية ، وعن نتائجه المأساوية التي أعادت العراق بإنجازاته الحضارية إلى القرون الوسطى وبغض النظر عن الخسائر المالية التي لاتعد ولاتحصى، وعن تشتت الشعب العراقي وتهجيره , وعن الاضطراب الأمني ومقتل العشرات على مدى اليوم بحوادث التفجير , وعن اكتشاف العالم (ادعاءات بوش) في تسويغ الغزو .. فإننا الآن أمام كارثة تهزّ المجتمع العراقي وتعيده إلى حالة من البدائية انصبّ ثقلها على النساء خاصة.‏

مئات الآلاف من العوانس ، وملايين من المطلقات والأرامل بلا أي رعاية إنسانية أو اجتماعية أو مالية . وإنقاذاً للمجتمع من الرذيلة التي بدأت تتفشى كألسنة اللهب تحت وطأة البطالة وشح الموارد والفقر المدقع , وخارج حدود (الرسميين من العملاء ومواكبي الغزو والغارقين في الجدل والمماحكات الانتخابية لتحقيق ديموقراطية مزعومة تحت الاحتلال والوصاية!) أخذت منظمات المجتمع المدني تدعو إلى الزواج بأكثر من واحدة فعرضت دفع مبلغ (2000) دولار لمن يتزوج بواحدة ومبلغ (5000) دولار لمن يتزوج بالثانية أو الثالثة أو الرابعة . ولست أدري هل هناك نتائج أكثر همجية في العالم كله مما حققه هذا الغزو الذي يماثل حزّ الرقاب بسكاكين مثلمة والقتل بدم بارد في مجتمع عربي يعيد إلى الذاكرة ماكان يفعله المغول في إباحة المدن التي يحتلونها لجنودهم يعيثون بها فساداً ويفعلون ما يشاؤون . فهل ندفن رؤوسنا في الرمال ونبارك لرجال السلطة غفلتهم ولامبالاتهم وهوسهم بكراسي الحكم والنهب والسلب ؟‏

أما إسرائيل فإنها عندما أصبح تقرير غولدستون في هيئة الأمم المتحدة (تحت النار) وهي تراه منحازاً لأنه لم يأخذ بعين الاعتبار أنها لم تكن تبتغي سوى الدفاع عن نفسها متخذة من بضعة صواريخ أطلقتها حماس على بعض المدن المجاورة ذريعة لتشعل النيران في غزة وترتكب أبشع الجرائم في حصارها وتجويعها رغم أنها أعلنت في حينها أن تلك الصواريخ وقعت في أماكن خالية من السكان وأنهالم تصب من أهدافها سوى امرأة إصابات طفيفة ، لكنها (روّعت) السكان (الآمنين) وهذا وحده يكفي إسرائيل لتسويغ حربها الهمجية ورغبتها في إفناء أبناء غزة . وهاهي بغاية المحافظة على سمعتها! تحيل كلاً من قائد لواء غزة وقائد لواء الجنوب إلى (محكمة الطاعة) بسبب مخالفتهما لأخلاقية جيشها في تعريض حياة المدنيين للخطر! لتصدر بحق كل منهما عقوبات (تأديبية) وحسب , وبرّأتهما من إلقاء القنابل الفوسفورية ـ التي فيما يبدو ألقيت من المريخ .‏

وتحتضن دول العالم (الحرّ) لهفة إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها حتى أصبحت رؤوسنا مثل كرات نحاسية تدوي بصوتها وصداها وتغتال ساعات الراحة والهدوء والنوم.‏

anhijazi@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 عبد النبي حجازي
عبد النبي حجازي

القراءات: 2147
القراءات: 1085
القراءات: 1094
القراءات: 1082
القراءات: 1285
القراءات: 1109
القراءات: 1045
القراءات: 1331
القراءات: 1298
القراءات: 1150
القراءات: 1681
القراءات: 1207
القراءات: 1769
القراءات: 1249
القراءات: 1205
القراءات: 1305
القراءات: 1244
القراءات: 1327
القراءات: 1309
القراءات: 1321
القراءات: 1536
القراءات: 1695
القراءات: 1483
القراءات: 1401
القراءات: 1832

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية