بشكل عشوائي ولم تدمر مباني المنظمة الدولية، لكن فريق الأمم المتحدة المتابع لهذه القضية فنّد التقرير الإسرائيلي ودحض الروايات الواردة فيه مؤكداً بالأدلة القاطعة الموثقة بالصوت والصورة جرائم إسرائيل في غزة.
هذه المحاولات الإسرائيلية للظهور بمظهر الضحية المستضعفة والتي تعيش وسط بحر من الإرهاب المزعوم الذي يريد أن يرمي بها إلى البحر لم تعد تنطلي على الرأي العام العالمي الذي شاهد وخبر صورة إسرائيل البشعة وهي تستخدم الفوسفور الأبيض وتدمر المباني السكنية بالطائرات وتقتل آلاف الأطفال والنساء والشيوخ الآمنين.
ولعل الانتقادات اليومية الموجهة للكيان الإسرائيلي من قبل المنظمات الحقوقية الدولية ومطالبتها محاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين والأصوات التي ترتفع في الغرب تحديداً لنزع الشرعية التي تحاول الولايات المتحدة اضفاءها على الكيان الإسرائيلي هي أكبر دليل على أن سياسات الخداع والتضليل لم تعد بضاعة هذا الكيان الرائجة كما درجت العادة في الماضي.
وما تذكير الكاتب البريطاني روبرت فيسك بجرائم إسرائيل البشعة في لبنان وفلسطين مثل مجازر صبرا وشاتيلا وقانا والمجازر البشعة التي ارتكبتها خلال عدوانها على غزة إلا إشارة واضحة للمزاج الغربي ضد ممارسات هذه الأخيرة وعدم الموافقة على سياساتها وجرائمها الموصوفة.
لذلك فإن مناقشة الأمم المتحدة لتقرير غولدستون من جديد وتفنيدها للادعاءات الإسرائيلية يحتم على المنظمة الدولية اتخاذ قرارات جريئة وصارمة لمعاقبة هذا الكيان العنصري ومحاسبة مجرمي حربه حتى تأخذ العدالة الدولية مجراها.
ahmadhamad67@yahoo.com