تلك النقطة المهمة تتمثل في ضرورة تمكين المستثمر من الحصول على البيانات الإحصائية بما يساعد في تشجيع أصحاب رؤوس الأموال على توظيف أموالهم من خلال مشروعات مأمونة ومضمونة لدينا.
وفي الواقع فإن سورية قد حققت خطوات متقدمة في ميدان تشجيع الاستثمار بدأت من تحسين الظروف التشريعية والقانونية وتطويرها وفقاً للمتغيرات التشريعية والقانونية وتطويرها وفقاً للمتغيرات الدولية، ولم تنته مع إحداث تغييرات مرافقة في الميدان الاقتصادي بمختلف قطاعاته. وطالت تلك التغييرات إصلاحات في القوانين الناظمة لعمل قطاعات الانتاج والخدمات سواء في القطاع العام من جهة أم القطاع الخاص والمشترك والتعاوني من جهة ثانية.
وكانت التدفقات الاستثمارية متنامية في أكثر من قطاع، وتركزت على الأنشطة السياحية والخدمية وبعض المشروعات الزراعية والصناعية الصغيرة. في حين بقيت مشروعات الصناعات الكبرى والتحويلية محدودة الانتشار، وذلك نظراً لاحتياجاتها المالية الكبيرة، وكبر حجم المخاطرة فيها في ظل عدم توفر المواد الخام اللازمة، ووجود منافسة اقليمية ودولية كبيرة.
وبالعودة إلى الفكرة الأساس في ضرورة الحصول على البيانات الإحصائية فإننا نجد المكتب المركزي للإحصاء ممثلاً للجهة الرسمية والموثوقة في تقديم رقم إحصائي معتمد يمكن الركون إليه عند اتخاذ أي قرار يتعلق بالاستثمار، وهو يقدم صورة رقمية وتحليلية لواقع سورية في شتى المجالات ويؤدي خدمة علمية كبيرة في واقع عمله، لكن المشكلة تكمن في الاستفادة من جوهر الرقم الإحصائي وفي قبوله من الجهات الراغبة في الاستثمار. الأمر الذي يدعو لضرورة عقد ندوة علمية دولية بشأن الرقم الإحصائي، وطرائق تقديم البيانات الإحصائية، بما يعكس حقيقة الدور الذي يقوم به المكتب المركزي للإحصاء، ودقة وصحة الرقم الصادر عنه. وبذلك يمكن أن يكتمل المشهد، وتكون فوائد الاستثمار محققة، ويغدو الرقم الإحصائي السوري قادراً على تقديم الحقيقة المطلوبة.