هجمات مسلحة وتفجيرات إرهابية مؤلمة تزامنت مع تفجر أزمات سياسية أفرزت بدورها تحالفات واصطفافات سياسية جديدة.
هذا التزامن والتقاطع الحاصل بين التفجيرات والأزمات ينبغي أن يدفع الحكومة العراقية للتوقف عنده بالتحليل المعمق إذا كانت تحرص فعلاً على تحقيق المصالحة الوطنية وإنجاح العملية السياسية، وبالتالي عليها أن تسأل عن مصير المصالحة في ظل قرارات العزل السياسي التي اتخذتها بحق أكثر من /15/ كياناً سياسياً ومئات الشخصيات البارزة.
هذا ليس اتهاماً للشخصيات الممنوعة من الترشح للانتخابات، وليس تجريماً للكيانات السياسية المستبعدة من خوض معركة الانتخابات القادمة، وإنما محاولة لتذكير رئيس الحكومة العراقية بتصريحه الشهير الذي عبر فيه عن قناعته بأن أسباباً سياسية داخلية تقف وراء تفجيرات بغداد، ثم تراجع عنه مستسهلاً اتهام دول الجوار.
من هنا فإن الحكومة العراقية مدعوة الى فهم المعادلات السياسية الداخلية، ومطالبة بتركيز العمل على محاولة إحداث تغييرات جوهرية في واقع وحياة الشعب العراقي القادر وحده- من دون تدخل الاحتلال الأميركي- على رسم مستقبل العراق الموحد الآمن والمستقر.
ويقيناً إن العناية بالمعادلات السياسية العراقية الداخلية، وتحليل أسباب الهجمات والتفجيرات الإرهابية بعيداً عن توزيع الاتهامات ورميها جزافاً لابد أن يقود العراق الى الاستقرار الذي يشكل هدفاً ومصلحة له ولدول الجوار والمنطقة بأكملها.