تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بين الواقعية والوقيعة

معاً على الطريق
الجمعة 29-1-2010م
قمر كيلاني

الواقعية لغة أصبحت سائدة في الفن والفكر والأدب .. وربما في الإعلام أيضاً. فالشعر مثلاً لم يعد هو الشعر.. بعيداً عن أنه حديث أو عمودي .. حتى إنه ينحدر إلى العامية .. الفادحة والجارحة أيضاً ..

والقصة القصيرة والرواية ومايشبههما مجالات فسيحة لا للغة العربية والفصيحة لو أرادوا نكرانها باسم الواقعية بل للكشف عن الأسرار ..أسرار القلوب والأجساد .. وما تلقاه في الوصل والبعاد.. وليست الرواية الأنثوية أو النسائية ببعيدة عن كل هذا ..وإنما هي فرس الرهان فيما تعانيه المرأة الآن.‏

وها هو المسرح.. وحتى الفكاهي منه يتخطى الواقعية الى البذاءة والرداءة .. وهناك من يضحك ولا يعترض ..لماذا يعترض مادام الأمر يصل الى المسلسلات التلفزيونية، أو البرامج الحيوية مثلاً عن حفلات انيقة رشيقة ...؟ فيها كل ما لا تتوقعه الأسماع رغم أن الاجواء ليس هابطة بل بينها وبين ما يسمى الواقعية أقوى رابطة مادامت هناك مدارس وربما أكاديميات تدفع بالواقعيين بالعشرات بل المئات وهناك ما أصبح يسمى المسرح الحر . والمسرح المونو .... ومسرح الارتجال وهناك ما يسمى سهرة حكي أو بحر من الكلام من دون انتظام.‏

ولا ندري الى أين ستنتهي الواقعية التي تغذيها برامج الإنترنت ويتهافت عليها الاطفال والمراهقون وهم لا يدرون ماذا يفعلون وليست حركة التصوير بما فيه الضوئي بمنأى عن ذلك ولا السينما في تطورها أو تفوقها وكلنا يفهم ذلك.‏

أما الوقيعة التي أعنيها فهي التي حدثت وتحدث بين أقطار الوطن العربي ،تشعل نارها الأيدي السوداء في العلن كما في الخفاء فتنسحب ظلالها مهما كانت باهتة أو سريعة على الثقافة عموماً، وها نحن في هذا المسار لم يعد لنا وجه ثقافي واحد عُرف على العصور إنه العربي، حتى اللغة العربية اصبحت تتفكك الى لغات ولهجات ضيقة ومحلية، وعلى الرغم من جهودنا المتواصلة كمسؤوليات ثقافية وعواصم عربية ثقافية أيضاً، فإن الوقيعة تبحث لنفسها عن منافذ ولو كانت خيوطاً رفيعة لتعزل قطراً عن آخر ... وربما تستبشر لو امتدت الوقيعة الى اي مجال اخر اقتصادي أو حتى سياسي.‏

غيورون نحن جميعاً على الثقافة العربية ... كمثقفين وكتاب وصحفيين إلخ... ولسنا ضد التطور الطبيعي.... ولا ندير ظهورنا لزمن المواصلات والاتصالات ولكننا نريد أن نتقارب حتى نتوحد أمام الكتل الكبيرة في العالم كأمة لها تاريخها وتسمو الى مستقبلها.‏

صوت صيني واحد بمئات المئات من الملايين، وصوت أميركي بالملايين وآخر أوروبي لحق بالركب منذ سنين ،فأين نحن وتعدادنا ايضاً بالملايين؟ morshedalnaief@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 قمر كيلاني
قمر كيلاني

القراءات: 4281
القراءات: 1358
القراءات: 1067
القراءات: 909
القراءات: 942
القراءات: 983
القراءات: 953
القراءات: 2746
القراءات: 1298
القراءات: 1041
القراءات: 1096
القراءات: 1288
القراءات: 1148
القراءات: 986
القراءات: 1018
القراءات: 1056
القراءات: 1032
القراءات: 1126
القراءات: 1308
القراءات: 1103
القراءات: 1042
القراءات: 1154
القراءات: 1170
القراءات: 1109
القراءات: 1127

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية