ولاول مرة تترك برودة الجو تأثيرها على مناقشات قادة 30 دولة تواجه مشكلات وتبعات الازمة الاقتصادية العالمية، دون ان تتوصل الى اتخاذ قرارات موحدة بشأن التعاطي معها، وصياغة آليات لمنع تكرارها مستقبلاً.
وتهيمن كارثة الزلزال في هايتي وتزايد اعداد ضحاياها، فضلاً عن فقدان الكثير من المواطنين، وما ينذر من احتمالات موتهم تحت الانقاض، وفي هذا الشأن ستسارع الكثير من الدول لاحتلال واجهة المتبرعين في المنتدى الذي يحظى باهتمام اعلامي بالغ.
فتحتل مقدمة النشرات الاخبارية وتعتلي صدر الصفحات الاولى . ولكن المشكلات الكبرى تبقى مؤجلة على الرفوف المتحركة والمتنازع حولها، فالازمة المالية الكبرى مازالت تضغط على الاقتصادات والحكومات على السواء، و ما زال الخلاف محتدما بين الحكومات من جهة و اصحاب الشركات الكبرى ومديري البنوك والمصارف من جهة اخرى وقد عبر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن هذا الخلاف خلال كلمته في اول ايام المنتدى حيث حذر من اي عملية رفع فجائي وغير مدروس لاجراءات الحفز النقدية التي اعتمدها كثير من الدول لدفع عجلة النمو في مواجهة الازمة المالية العالمية، ونبه ساركوزي الحكومات من ان عملية الانهاء قد تتسبب في انهيار الاقتصاد العالمي.
وفي جانب مقابل انتقد الآليات المتبعة لمكافأة مديري البنوك التي تشكل قسماً كبيراً من رؤوس الاموال فيها .
ولم ينس ان يدعو لاعتماد قوانين وانظمة مصرفية دولية، وذلك لمعالجة انحرافات النظام الرأسمالي.
وهكذا فإن الملتقى الذي أدرج اقتراح اساليب معالجة، وتقديم وصفات مدروسة للاقتصادات العالمية، يجد نفسه واقعاً تحت فعل دائرة التنازع في الصلاحيات والمصالح بين الانظمة والحكومات، وما يقابلها من اصحاب شركات ومؤسسات وهيئات مالية ومصرفية يبني النظام الرأسمالي ليحقق مصالحها دوماً.
وتبقى الايام المتبقية من المؤتمر فرصة لمحاولة اعطائه بعضاً من الالق الذي خبا في هذه الدورة.