في حديثه الشامل صباح الأربعاء الى شبكة التلفزة الأميركية سي, إن, إن, والذي أرجع فيه التدهور الخطير للوضع على الساحة العراقية إلى حالة الفوضى والاضطراب التي أوجدها وتسبب بها الاحتلال, وشكلت أرضاً خصبة للإرهابيين وعملياتهم.
ما قدمه الحديث من إجابات غاية في الصراحة والوضوح, شكل إضاءات كبيرة للرأي العام وخاصة الأميركي, المغرر به والواقع تحت تأثير لوبي وآلة ضخمة من الدعاية الممتهنة للتضليل والخداع والتشويه للحقائق, والتسويق والتسويغ لحروب ومغامرات يعشق أصحابها نقل المعارك إلى أراضي الآخرين, والبحث عن انتصارات سهلة وبأي ثمن بغض النظر عما تجره هذه السياسة الطائشة من آلام ومصائب للشعوب, وما تستنزفه من خسائر مادية وبشرية أخذ الشعب الأميركي يئن تحت وطأتها, ويرفع بنسبة شارفت السبعين بالمائة صوت الاحتجاج رفضاً ومناهضة لها.
فكل ما قيل ويقال أميركياً عن دور وتدخل لسورية بالشأن العراقي وتسهيل لدخول المتمردين إلى أراضيه, غير صحيح وخاطىء تماماً ومجرد افتراءات تدحضها الإجراءات الميدانية المتخذة لضبط الحدود, رغم الإقرار بصعوبة واستحالة تحكم أي بلد في العالم بحدوده بشكل كامل والمثال الحدود الأميركية مع المكسيك, وتسقطها دعوة الرئيس الأسد أي وفد دولي أو من الولايات المتحدة لزيارة الحدود السورية, ورؤية الخطوات المتخذة وليتبينوا أنه ليست هناك من إجراءات في المقابل, على الجانب الآخر من الحدود وليس هناك أي عراقيين أو أميركيين.
لقد أعاد الرئيس الأسد وبصورة حازمة وحاسمة تأكيد الموقف السوري حيال العراق, ومن أن لسورية مصلحة مباشرة في أن يكون هذا البلد مستقراً وموحداً, موضحاً أن مشكلة الولايات المتحدة مع سورية سياسية وليست حدودية, وهو ما يرّد ويقوّض كل الاتهامات التي يحاول المحافظون الجدد واليمين المتصهين إلصاقها زوراً بهذا البلد, هروباً وتغطية لفشلهم المزدوج سياسياً وعسكرياً سواء على صعيد المنطقة أم في أرض الرافدين, وعجزهم عن تمرير مخططاتهم ومشروعاتهم وإثبات أهليتهم والحليف الإسرائيلي, في أن يكونوا طلاب ومصدري حرية وديمقراطية وصناع سلام.
من يملك الجرأة على اتخاذ قرارالحرب والقتل والاغتيال المبرمج في وضح النهار والادعاء بأنه مفوض (إلهياً), ويتعمد بإدمان الضحك على عقول الناس واستغبائهم وجعلهم دون ذاكرة, ابتزازاً وفرضاً بالقوة واستخدام كل وسائل الضغط والإكراه والترهيب لثقافات, قوامها الاستباحة والاجتياح والتهديد لأمن الشعوب وسلامها واستقرارها, يجب أن يمتلك الشجاعة ولو لمرة واحدة على الإقرار بالمسؤولية والاعتراف بالخطايا وأخطاء وكارثية السياسات التي ينتهج, وأن يستفيد من دروس التاريخ وتجاربه تلك التي تؤكد: أن لا مستقبل للاحتلال والعدوان, وأن القوة إن لم يحكمها العقل فهي شر مطلق ومدمر ومهما عتت فلن تصمد أمام إرادة الشعوب وتوقها إلى الحرية والسلام, ذاك الذي تريده سورية ويريده العرب جميعاً ملبياً لمطالبهم العادلة في التحرير الكامل للأرض, واستعادة الحق المغتصب في فلسطين والجولان وجنوب لبنان, ومحققاً لاستقلال ناجزٍ للعراق يقله من حالة الفوضى والاضطراب والحرائق والإدماء والاحتلال,إلى الاستقرار والأجواء التي يستطيع فيها أبناؤه جميعاً تقرير مصيرهم ومستقبل وطنهم بحرية ودون تدخل خارجي.