| صُنــع فـــي دير الزور من البعيد ولكن حين نقترب من الواقع ونلازمه ينطفئ التفاؤل لأن مانتحدث به عن مشروعات قائمة لايتعدى حدود الورق باستثناء مشروع واحد دخل مرحلة الإنتاج وطاقته لاتتيح له استقطاب أكثر من عشرة عمال.. بعد أربع سنوات من انطلاق مشروع المدينة الصناعية تعددت المفارقات في الأرقام والوقائع بدءاً من حجم الاعتمادات المالية التي يتم رصدها سنوياً وفاقت الثلاثة مليارات وما يقابلها من حصاد ونتاجات كانت مخيبة للآمال وانتهاءً بالتصريحات الرنانة التي أسرت الكثيرين حول وقائع لم تكن أكثر من أحلام تحت عنوان «قريباً صنع في دير الزور» وتم تصديقها بامتياز قبل أن يسقط القناع.. والأمر لايقتصر على هذه المفارقة أو تلك وإنما ينسحب على أشياء أخرى في غاية من الأهمية وفي مقدمتها مايصح تسميته بالصفقة المشبوهة التي مرت من تحت الطاولة وتتلخص وقائعها في توريد كابل كهربائي خاص بمحطات التوليد بقيمة نحو 80 مليون ليرة ولايمكن تنفيذه واستثماره قبل انجاز محطتي التحويل وبالمقابل لايمكن تخزينه فنياً أو الاستفادة منه في القطاعات الأخرى ليكون بذلك إن لم تتيسر له الحلول وتتواجد، مصيره التلف وبالتالي هدر المال العام. اليوم المهمات كثيرة وكبيرة أمام الإدارة الجديدة للمدينة الصناعية التي يتطلب منها إزاحة كل التراكمات الحاصلة من أخطاء وعثرات وعوائق وإصلاح حالات الخلل مالياً وادارياً واستثمارياً وتعبيد الطرق بشكل صحيح أمام المستثمرين، وهذا الأمر منوط ايضاً بمجلس الإدارة الذي يتطلب هو الآخر أن يأخذ دوره إزاء هذه القضايا وقضايا أخرى تحتاج للوقفة والمراجعة لمرحلة مضت لابد من رفع الغطاء عنها... Latif966@hotmail. com
|
|