والسؤال الدائم.. كيف لنا أن نلمس حضورها في حياتنا اليومية.. في تفاصيل تعاملنا مع مؤسساتنا وإداراتنا؟!
سؤال لانزال نبحث عن تجلياته على الأرض.. ولانزال نحث الخطا باتجاهه وإن كانت هناك شبه قناعة بأن مايجري مهما اشتدت أو زادت عقباته لن يعدل في التوجه الذي بدأ.
من حيث الحصيلة لا أحد ينكر أن سرعة ظهور النتائج تتأثر شئنا أم أبينا بالظرف القائم، وهي تمارس ضغطاً واضحاً يحول دون أن تبرز تلك الخطوات بمساحتها الكافية.
وبالمقابل فإن الرزم المتتالية من الإجراءات والخطوات لإعادة إطلاق العمل الحكومي وفق مسار جديد يأخذ بالحسبان تلك الهواجس, سيفرض من الآن فصاعداً حضوراً متزايداً، ولابد أن نلمس تلك التجليات وأن نتعاطى معها كثقافة حاضرة في يومياتنا.. وفي سلوكنا.. وممارستنا.
وبين هذه وتلك ثمة خطوط تتقاطع على المنحى ذاته.. وهي ترسم مجموعة من الاستفسارات التي تحتاج الإجابة عنها إلى بعض الوقت.. حيث الأمر المتفق عليه أن المسار بدأ، وأن نقطة الانطلاق حددت ساعتها ولحظتها، وهي تواصل تحركها في الإطار الذي ترسمه تلك الاجراءات وتأخذ في الوقت ذاته بعين الاعتبار ماهو طارئ، وانعكاسه وما قد يراكمه في بعض المفاصل من إطالة لذلك الوقت.
على الضفة الأخرى تقف جملة من الاعتبارات الموازية التي هي بدورها تلتقط بعض الإجابات الكامنة في الإشارات التي تتقاطع على الأرض.. حين تؤكد بما لايدع مجالاً للشك أن المتغير في الأسلوب ينعكس ضمناً متغيرات في الأداء وآليات التعاطي.
لا أحد لديه أوهام حول متاعب ومصاعب تظهر هنا.. وتبرز هناك.. ولا أحد يساوره الشك حيال تحديات.. إلا أن ذلك يبقى مجرد ظواهر آنية، بعضها بحكم الأوضاع الاستثنائية وبعضها الآخر نتيجة التراكمات.
وفي الحالين ثمة أدوار تبحث عن متلقٍ. وثمة مهام تبحث عن مؤدٍ لها وهي من أصغر حلقة إلى أوسعها تفرض قدراً كبر أم صغر من تلك الأدوار والمهام، بالتالي فإن ماتحتاجه ربما بعض المبادرة لتعديل سلوكيات أحياناً ولتغيير صورة ترسخت على مدى سنوات..
هناك من يسأل عما حققته على الأرض.. وكيف له أن يلمس نتائجه؟
وهناك من يجيب بتسرع إن التجربة تحتاج إلى وقت.. وهي خير برهان.
لا هذه ولا تلك ربما كانت بيت القصيد.. ما تحتاجه بعضاً من الأمثلة الدالة، تحتاج إلى عملية إظهار فعلي.. وإلى مشاهدة عينية.
وهنا يبرز دورنا جميعاً وخصوصاً حين ننكب على عملنا.. ونتابع يوميات حياتنا.. لنرى الفرق ونلمسه.
جو التفاؤل الذي يتحرك على مستويات مختلفة بأن كثيراً من المشاكل قد وجدت طريقها إلى الحل، تعكر صفاءه الأحداث الطارئة والمستجدة.. وتعكره أيضاً هواجس مايدور في الغرف والأقبية الخارجية..
لكن لابد من الفصل حتى في أذهاننا: نريد بناء وطننا.. نبحث عن تأكيد جديد لوعينا.. لنعزل تلك الأصوات.. لنتحرك جميعاً وكل من موقعه يمارس حياته.. يبحث عما يفعله في ورشات عمل إصلاحية تدور في أكثر من موقع، وعلى أكثر من صعيد سياسي.. اقتصادي.. إداري.. قضائي.. لنتابعها ونشغل جزءاً من وقتنا بمتابعتها.. ولتكن ثقتنا بأن لدى مستوياتنا المختلفة أدوارها التي تؤديها باتقان وأمانة واقتدار.
ليكن شعارنا..إلى العمل.. وبالعمل كل جبهاتنا ستكون حصينة منيعة.. بتعددها.. بتنوعها..وحينها سنلمس حضور ماتم وحصيلة مانعمل عليه.
a-k-67@maktoob.com