في مشرقنا العربي يمثل شارع محمد علي وأفلام حسن الإمام ملهم الكثير من سياسييه , وأهم مفردات هذه المدرسة حضور البلطجية في إطار ميلودرامي, لكنه سينتهي بالتأكيد نهاية سعيدة , ما يصيب المبتكر والمتلقي بالكسل, إلى أن تصدمه حقيقة أن النهاية سعيدة بمعيار الآخر لا بمعياره .
وهناك سياسيون مثل أوباما , يستعيرون من سينما الأكشن والإثارة والإنتاج الضخم , ما يؤمن لخططهم تنفيذاً مبهراً يموه ويشتت الانتباه عن بعض الأهداف, كما الحال مع اغتيال ابن لادن وقد بدت العملية أقرب إلى فيلم حركة لم ينتقص من كماله إلا الصورة التي وزعها البيت الأبيض عن أركانه، وهم يتابعون على الهواء مباشرة القضاء على الخصم الألد , حيث بدت السيدة كلينتون مصدومة من وحشية الصورة , وقد وضعت يدها على فمها وكأنها تريد خنق صرخة الهول والاحتجاج .
قيل الكثير في توقيت العملية , لكن جله تركز على تأثيرها الانتخابي , فقد تمكن المرشح الرئيس من استقطاب الشارع على اختلاف إيديولوجياته , عندما أعاد للأميركي ثقته بنفسه ودولته, تحت تأثير سكرة النصر .
لكنني أعتقد أن الرسائل الخارجية لهذا الاغتيال عامل لا يقل أهمية , لقد أرادت الإدارة الأميركية إبلاغ حلفائها وخصومها على حد سواء انتهاء حقبة القاعدة بالمعنى السياسي والإعلامي , بعد أن انتهت عسكريا وعملياتياً, بحيث يتعذر من الآن فصاعداً التلويح بتهديد القاعدة كتنظيم كوني استجداء لتعاطف دولي .
فهل نستغرب إن شهدنا انفتاحاً أميركياً مستقبلياً على الإسلام السياسي المعتدل على نسق بعض النماذج المتداولة؟ لم لا فلا شيء يعلو على المصلحة في السياسة الذرائعية .
dianajabbour@yahoo.com